وذلك على (متلازمة) الهمة والنشاط التي أفاد بها المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أمته الرائدة أبداً.. إذ قال: (إذا أديتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم)، وقد أعجبت يوماً بفتى يوغندي بالمركز الإسلامي الأفريقي بالسودان، حين قال في تقاطع حديث.. قال (نومة الفجر تذهب بالأجر) وهو انعاش لتلكم الهمة إلا أن تتدخل ملابسات ما وعلى وتيرة ذلك رست وتنامت قواعد النظام- كأنه جدول ابتداري ثابت لا يتكاسل أو يتقاعد عنه إلا متهاون عن طريق الريادة والانضباط.. فإن نشأ الفتى مدركاً أن حياته وصعوده وبينهما نشاطه.. كلها تقوم على ترتيب يراعي المعطيات الظرفية والثقافية.. إذ متى يأوي لنومته.. وماذا يقول.. وكيف يتكئ أو يرقد وإن أراد حراكاً توجيهياً ليلياً.. كيف يؤدي الأدنى منه.. وكيف الأقصى.. ثم متى يصحو.. وهل هناك منبه (بالحنجرة) الآذان الآدمية.. وليس بالمنبه الآلي.. وهكذا يبدأ يومه وبناء أوجه الحياة وتحسباتها.. وله قيلولة يهدأ فيها.. تنظم (أي القيلولة)، حتى تعامل أشباله معه بالمنزل.. وأن يلجأ ويبني جسمه وروحه على القوة والإعتدال .. فإنه لا يبقى (رائداً) إلا المجرب المتجدد.. فهذه قارئي العزيز- إندياحات وتداخلات.. إلا إنني أريد أن أقول بأن نشاطنا وسعينا- نحن الأمة الوسطية- يتنامى على إحداثيات نعيشها، وقد لا نتنبه أحياناً لرصدها لتكون نبراساً وشامة تلفت أنظار الآخرين من العالمين.. مثلما ذكرت لكم يوماً تلك الأمريكية ربة الأسرة حين طلبت موقعاً بمنزلها.. أصلي فيه.. فردت علي أن في بيتها لا توجد كنيسة للصلاة.. فذكرت لها أنني مسلم فقالت إذن كيف تصلي.. وأين... فعندما أفهمتها طريقة صلاتي.. وأنها يمكن أن تكون (أي صلاتي) في أي موقع بمنزلها فحين أخرجت (بوصلتي) للكعبة المشرفة.. وصليت.. انتظرتني واقفة.. لتسألني.. لماذا اتجهت ( بالبوصلة) هذا الاتجاه.. فقلت لها.. هو إتجاه (الكعبة) بيت الله الأشرف، فأسرعت هي لقلمها المؤشر.. ورسمت (وجهة) الكعبة المشرفة من داخل منزلها هي.. بولاية ( جورجيا) فإذا ذهب أحدكم أيها الأخوة- لضاحية (روما) بجورجيا.. وحل ضيفاً عند تلك الأسرة.. وأراد أن يؤدي الصلاة المسلمة ستقوده هي إلى تلك (الغرفة) وتقول له.. إتجه (هنا) من بيتنا للكعبة.. وإنهم يا أخي القارئ.. إنهم على الفطرة في التعامل الريفي.. فبلغوا عن مصطفاكم (صلى الله عليه وسلم) ولو آية واحدة.. وهو الذي يقول (أي المصطفى صلى الله عليه وسلم)- الدال على الخير كفاعله- فإذا وصلت بكم أنا لهذا (المنحنى)، أقول لكم لقد أدركنا رمضان المعظم هذا العام في (أغسطس) هذا، وفي خريفنا وأمطارنا الهاطلة.. ورتبت النوايا والنفوس على العزم والانشراح لهذه العبادة السنوية الملفتة المتطورة.. حسب ( تكورات) بلدان الدنيا حول الأرض الكروية.. وتسابق النساء والأطفال لصلاة القيام (التراويح)، ومن تأخر منكم لم يحظ بموقع متقدم في الصفوف الرجالية أو النسائية والأطفالية.. وفي رمضان تتحرك كل ثنايا ودواخل الأجسام والأنفس، وتتبارك الأنشطة الحياتية وتقوى الإرادة.. فإذا بي أفند يوماً (تباريك) تظللنا في هذا الشهر.. ورصدتها فكانت (عشر خصال) تتضاعف وتنمو بوعد المولى جل شأنه (الحسنة بعشر أمثالها)، ويضاعف لمن يشاء.. فأنا أحدكم يوم (الجمعة) الأولى في رمضان (أو أية جمعة فيه) أنه (أولاً)، تفتح لي أننا في شهر رمضان المبارك* كما أننا في يوم الجمعة* فأدينا صلاة الفجر في وقتها* كما أننا أديناها جماعة بمسجدنا..* فجلسنا في حلقتنا للتلاوة* ليس منا من يتتأتأ (حتى ولو كان له بكل تأتأة حسنة)، لكن أملنا أن نكون مع الملائكة الكرام البررة لتجويد التلاوة فإذا فرغنا من (جزء) التلاوة.. اتجهنا لصفحة المصحف المبارك (صفحة 293) عندكم في أي مصحف.. وهي بداية سورة (الكهف) التي تحفظ من تلاها يوم الجمعة.. تحفظه حتى جمعته الأخرى* فحين فرغنا منها رفعنا أكفنا ندعو بما تيسر لأنه كما ورد في ( مسند) الدارمي ( من قرأ القرآن ثم دعا أمن على دعائه أربعة آلاف ملك) أو كما قال (صلى الله عليه وسلم) في الآخر (عند ختم القرآن دعوة مستجابة وشجرة في الجنة) ثم اخوتي إذا فرغنا من ذلك.. * نظرنا فإذا بالشمس قد ارتفعت قيد رمح ( وهو الزمن المباح لركعتي الضحى) فأدينا الركعتين في يوم الجمعة.. من (رمضان) ويقول المصطفى المصدوق (صلى الله عليه وسلم) من صلى الفجر ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين* كان له أجر حجة وعمرة.. تامة.. تامة.. فهذه (عشر خصال) أدتها كل حلقة مداومة.. ولآخرين مثل هذا.. وفوق هذا من الحلق والتعلم والفتاوي.. فإن إعلان الأنفس والأجسام في هذه ( الدورة) الرمضانية بموجهاتها واستثناءاتها والرحمات التي تجمع أمم الأرض المسلمة.. فإن كانت هذه (فقط) لمحة لخصال (عشر)، فإن (جداول) رصدها لتنوءبها دفاترنا وأجهزتنا الحاسبة المتطورة أيضاً.. (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وسوف لن نترك ريادة الدنيا أبداً.. ولن ندع أحداً يتقدمنا عدواً أو صعوداً.. فلنعش كلنا هذه (الدورة) التدريبية المنداحة المتاحة لكل الناس.. بكل قطاعاتهم في مدنهم الكبرى وقراهم وفرقانهم وبواديهم.. ولنجنح دائماً للسلم.. ولا نعتدي ولكن تحسبوا لمن يعتدي عليكم.. لأن الله لا يحب (الخائرين) و (المتهاونين)، لأنه قيل لنا (.. خذ الكتاب بقوة) وإن كنتم منتبهين فإن الله قد قال لكم (.. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله... هو الذي أيدك بنصره بالمؤمنين) ولتبدأ جداول التمارين عبر تقاطعاتنا الجغرافية والإثنية والتنافعية والتدافعية.. فإن الفوارق والشعور بالدونية إنما أوجده ( المستعمر) لدرجة أن أحدنا لا يدخل وقتها- جوبا إلا بتأشيرة دخول.. فنشأت الفوارق التي نعاني منها حتى اليوم وقد بدأت الردميات والإنسيابات.. وبوارق التنمية في أرجاء السودان كله.. وانظروا.. و(أحكموا علينا بأعمالنا) كما قال أحد رؤسائنا.. إذن فليأتنا (حذيفة) وصاحبه (الهدهد) بكل مثقال من (نبأ) أو (حبة) في مشارق الأرض أو مغاربها... (فإن الملأ يأتمرون بنا) ويريدون أي (شماعة) ليبثوا (غثاءهم) أما في (أميالنا) الوطنية الداخلية من (نمولي) إلى (حلفا) ومن (القاش) شرقاً إلى (الطينة) غرباً .. فإن مات دون أرضه وماله ( وبتروله) وعرضه فهو (شهيد)، ومن أراد أن يفرق بين (كوال) و (بكري) وبين (رجاء) و (أنجلينا) وبين ( موسى) و ( آدمو) من أراد فعل ذلك فقد أراد بكم سوءً ومسحاً من على الأرض، فانتشروا وشابكوا أيديكم.. ولا تأتوا يوماً وتتقافزوا كأطفالكم ترددون.. (شليل وينو... أكلوا الدودو.. شليل وين راح.. اكلو التمساح)، بل أنشدوا وغنوا جميعاً وبالبيان والعمل ( منقو قل لا عاش من يفصلنا) وهنا عشرات الفاكهة والباباي وعفواً ..باي .. باي..