إتصل بي صباحاً صديق (ما أفضلو عليكم) أخبرني أنه الآن وسط زحام يحتمل كل الأوصاف المنطوقة خصيصاً مثل (لايشق له غبار وأشبه بيوم الحشر- وكان رميت أبره ما تقع في الواطه) وذلك في موقف بصات شندي الكائن بين تقاطعي السكة حديد والشارع المؤدي لحي المغتربين بالخرطوم بحري. هذا الموقف كان مقرراً نقله من هذه المنطقة الحيوية إلى مكان في شرق النيل لأن طبيعة هذا الممر لا تحتمل التكدس لكن ذلك لم يتم. الأمر الذي فاقم الزحام وواكب هذا الإحتشاد وفاض على هذا الفيض هو إغلاق كوبري القوات المسلحة المعروف بكوبري بري فتضاعف عدد العربات وزاد الضيق ضيقاً حتى أصبح الناس يبحثون على ممر آمن عبر حبة رمل. الغريب في الأمر أن الرجل إتصل بي باعتباري من المسؤولين وشكى لي بعبرة وتحمحم من (أهالي شندي) رغم أن من مروي وعضد شكواه بأن سائقي بصات شندي على ثقة كبيرة بأن بصاتهم لن تنقل من هذا الموقف رغم ما يسببه من معاناة للناس لأنهم يعتقدون بأن رئيس الجمهورية من جهة ود. نافع من جهة أخرى لن يسمحا بنقل هذا الموقف من مكانه وذلك لأنه (موقف شندي)!. سألت الصديق: هل تشكو لي كي أقوم بالاتصال بالرئيس ود. نافع لاستطلاع (موقفهما) من هذا (الموقف)؟! أجابني بتأكيد واثق على خلفية صلتي المباشرة بالرجلين التي يستوثق بها في حين لا أعلم عنها شيئاً!!. سألته عما إذا كان متأكداً من أن السيد رئيس الجمهورية ومساعده وساعده لهما موقف معلن من نقل (موقف شندي) أم أن ذلك مجرد (إشاعة سواقين) لأنني أعتقد أن (المواقف) الكبيرة والكثيرة التي تتطلب من الرجلين تحديد (موقف واضح) على الصعيدين الاقليمي والدولي من قضايا شائكة ومعقدة ومتصلة بالتحولات العميقة الجارية في المنطقة أهم بكثير من ( موقف شندي) وأنهما حتماً يبلوران موقفاً من هذه القضايا ليس من ضمنها (موقف شندي) المح الصديق بحياء أن ذلك (كلام سواقين) وأنه ليس متأكداً من موقف الرئيس ومساعده من هذا الأمر لكنه إتصل بي (للفضفضة). وهذا يمنحني حق السؤال لمعتمدي بحري وشرق النيل حول موقفهما من (موقف شندي) الذي يشكو منه حتى حسين شندي!.