٭٭ تنقل السيد مصطفى عثمان إسماعيل القيادي بالمؤتمر الوطني في مناصب مختلفة كلها من الأهمية بمكان، يكفي أن نقول عنها إستراتيجية وخطيرة، وأخيراً انتهى به الترحال وزيراً للاستثمار، وهي على فكرة وزارة خطيرة ومهمة ولا تقل عن الوزارات السيادية، باعتبار أن مبدأ الاستثمار نفسه وتكالب المستثمرين إلى السودان فيه مؤشر قوي الى أن بلادنا تنعم بالأمن والسلام.. ولو أن الأمر غير ذلك لما جازف مستثمر واحد أن يضع دولاره في مشروع لا يضمن أرباحه! وأهمية الوزارة تنبع من كونها ستكون واحداً من الروافد التي تغذي الخزانة الوطنية بالنقد الأجنبي، مما يعود خيراً ووفرة على محمد أحمد الغلبان، وبغض النظر إن كان السيد مصطفى إسماعيل هو الوزير الأنسب لهذه الوزارة أم لا، إذ إننا سنترك الحكم عليه، بعد أن يقضي فترته أو الكثير منها داخل الوزارة، وبعدها لن ننتظره أن يقول هاكم أقرأوا كتابيا، إذ أننا من سيسعى لقراءته ونقلب صفحاته صفحة صفحة، وحتى ذلك الحين دعونا نقول للسيد الوزير إن أول ما تحتاجه هذه الوزارة بكل أقسامها وفروعها هو مبدأ الشفافية في تعاملاتها.. والشفافية تقتضي أن تكون مصلحة السودان هي الأولى والأهم وليس المصلحة لأي شخص، ولا لأهمية لأي جيب أو الشارع العام يتناول بالقدر. كيف أن شركة صينية أبدت استعدادها لتشييد مترو أنفاق بدايته الخرطوم ونهايته مدينة ود مدني على أن تقبض أرباحها لمدة عشرين عاماً، وبعدها يؤول بالكامل للحكومة السودانية تماماً، كما هو الحال في مترو الانفاق المصري الذي أنشاته شركة فرنسية وأستاجرته لمدة خمسة وعشرين عاماً، وهو منذ السنة القادمة سيكون ملكاً للمصريين، لكن لم يتم المشروع كما قيل لأن «الشفاتة» طلبوا من الشركة الصينية أن تدفع أولاً حتى تبدأ عملها، ورفضت الشركة الطلب، وبذلك فقدنا مشروعاً عظيماً تخيلوا كم كان سيوفر علينا من وقت وجهد، بل وارواحاً تضيع صباح مساء في شارع الموت! دعونا نقول للسيد الوزير إن الشارع يتناقل كيف أن مستثمراً قطرياً أراد أن يستثمر النيل في المنطقة التي كان بها كازينو النيل الأزرق وأيضاً تؤول تلك الاستثمارات لشعب السودان بعد أن يحصد أرباحه لكن «الشفاتة» ضاعفوا سعر المتر عشرة مرات، فهرب المستثمر القطري وظلت الأرض خالية ليقوم عليها فجأة وفي ظرف شهرين «بنك» لا أدري مع من هي معاملاته، والمنطقة ليست سوقاً ولا شركات ولا مصانع ولا جنبه «جار ولا فار». أعتقد أن مصطفى إسماعيل مواجه بتحديات كبيرة أهمها اجتذاب رأس المال الفاعل الذي يستثمر في الزراعة وفي السياحة بنظرة طويلة المدى، لتكون هذه المشاريع بنية تحتية ضخمة للاقتصاد السوداني، والأهم أن ينظف وزارته ومن يحومون حولها من «الشفاتة» الذين هم كطيور الظلام لا يظهرون إلا أنهم يمتصون دماء الشعب السوداني، لكن الفرق بينهم والوطواط أن له قدرة معينة على الشبع، أما هؤلاء فلسان حالهم هل من مزيد؟!! ٭ كلمة عزيزة ٭٭ لاحظت وجود مبنى كبير في أركويت ظننته للمرة الأولى القصر التركي الفخيم الذي صور فيه مسلسل مهندس ونور، وبسؤالي عنه علمت أنه شركة كنار- طيبة الذكر- فيا سادة يا مسؤولين ماذا تقدم كنار للاقتصاد الوطني لتشغل هذا الحيز وهذا الفندق. ٭ كلمة أعز مستثمرون بره عرفناهم قريب حا أكلمكم عن مستثمرين جوه.