كانت حركة الإسلام وستظل مدرسة فريدة وعملاقة تسير في طريقها رغم الصعاب والتحديات، لا تأخذها في الحق لومة لائم- وهي تردد فكري أنا، الأئمة والهداة، فكري قدسي المنابع والأصول من وحي جبرائيل من عند الإله من الرسول، فكري جبال لن تزول، أنا والتحدي والثبات والرافعين أكفهم هل من أفول، فكر ناصع وفكر جاد ملئ بالإيمان حافل بالمجاهدات متشبع بالقيم.لذا فكل من أعتنق هذا الفكر لابد له أن يكون كما عاهد عليه وأن يلتزم بمبادئ الحركة وقيمتها وسلوكها وكل من يشذ فالحركة برئية منه، وقد ظهرت بعض مظاهر الخروج عن منظومة قيم الحركة لا كنها بعزيمة قادتها، وسلامة نهجها لقادرة على حسمها وأبطال مفعولها ومحاسبة مرتكبيها الذين تطاولوا وتجبروا وفسدوا وخانوا عهد الشهداء فتبا لهم. وقد ظهرت في بعض مؤتمرات الحركة بعض الممارسات التي لا تمت لحركة الإسلام بصلة.وهي تعبر عن أشخاص ضعاف نفوس، وفاقدي بوصلة وسيطر عليهم وتفكيرهم حظ النفس، ومن هنا نطالب بايقاع أقسى العقوبات عليهم وهم يثيرون المشاكل هنا وهناك وحتى لا يأخذها أعداءنا في الداخل والخارج بأنها نقطة ضعف فهي في حالات محدودة تم التعامل معها وفق اللوائح والدستور بحكمة ودارية.بعض السلفين الذين يطرحون أنفسهم كبديل إسلامي راشد يطلقون التصريحات كلما وجدوا مكبرا للصوات أو حشد من الناس حتى وأن كان في قارعة الطرق، من غير أي وعي أو المام بمعطيات الواقع وتحديات المحرلة وما حديث أحدهم في مؤتمر الحركة الإسلامية ببعيد ، ونعذرهم لعدة أسباب ومبررات منها ما هو نظري وعملي يتعلق بالتجربة والتطبيق لقيم ومعاني الدين الحنيف وكيف تكون التضحيات لذلك- أليس ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله؟! فنحن حركة سلفية المنهج صوفية التعبد وحركية الرؤية.ستظل شيخنا علي عثمان بلسماً شافياً تقدم الدرس تلو الدر تمضي في أحداث التغير بخطى ثابتة تظل كلماتك عرائس من شموع وأنت حركة الإسلام منذ عهد صباك ونعومة أظافرك ، وحتى اشتعل الرأس شيباً عندما كنا برالمة في جامعة الخرطوم قبل 13 وأنت تأتي الينا وتحدثنا عن حركة الإسلام وتحدياتها وعن قيادة أمر الأمة الإسلامية وشأنها وكيف لنا أن نمسك بمعاني وقيم الدين، فكانت كلماتك لنا بارقة أمل ودستور حياة وخارطة طريق، أنطلقنا منها إلى سوح الدعوة بالجامعة والتي تمثل العمود الفقري لحركة الإسلام بالسودان، وكنت رئيساً لاتحاد طلابها في مطلع السبعينات.. وها أنت تشب المثل وتقدم النموذج الذي يحتذى والمنهج الذي يتبع والفعل الذي يستمر، وقد أعلنت عدم ترشحك للدورة القادمة، وبهذا تقطع الطريق أمام كل المكنكشين والذين لا يتيحون للأجيال مساحة، وقد خيبت آمال المفسدين والظانين ظن السوء.