راي: حسام الدين محمود ابو العزائم حملت لنا وسائل الاعلام الفضائية أن طهران قد نفت اية علاقة من قريب أو بعيد بمجمع اليرموك للتصنيع العسكري؛وهو نفي جاء بعيد خمسة أو ستة أيام من ضربة الطيران الجوي الإسرائيلي لجنوب الخرطوم والذي إستهدف مصنع اليرموك للذخائر تماماً..! منذ تنفيذ الضربة وأحياء أبوآدم وجبرة لم تفق من هزة المفاجأة وضجيجها المتفجر موتاً وإن خف المحتوم صار عالة ؛ هذا مادار في مخيلة كل من شهد التفجيرات وأنارت أضواءها بيته وأشلاؤه مابين مقطوع ومبتور. طهران كما أسلفنا نفت ربطها بأي صلة باليرموك؛وهي أرسلت كما حمل الهواء الفضائي حاملة للمروحيات تدعى خارك ومدمرة أسمها شهيد نجدي...وهما الموجودتان سلفا بميناء جيبوتي منذ الشهر الفائت،وكان كثيرون قد قاموا - في شكل (جلكسات) تحليلية وقرائية للحدث - بربط جوبا بضرب اليرموك؛وهو مالم يدر بذهن العقلاء؛في الوقت الذي كان الجميع يستنبط فكرة أو ملامح للشبه بكل ماهو ممكن لربطه بالضربة الجوية من تل أبيب، والخرطوم كما جرت العادة تتداول أروقتها الداخلية الحدث كل وحسب رؤيته الخاصة،دون مؤسسية أو قراءة جيدة تتبنى وحدة خطاب أو تسلسه المتوقع ومثل هذه الإمتحانات المقررة؛والتي نفرط في نتائجها،بسبب فلنترك عمل اليوم لبعد الغد. تل أبيب لم تهتم بالإتهام الصادر من الخرطوم،فقط خرج قائد عمليات عسكري يدعي جلعاد بخطورة دعم حماس والجهاد الإسلامي بالأسلحة الإيرانية عن طريق الخرطوم،وكانت تل أبيب تزيد في إتهام الخرطوم بالتعاون العسكري مع طهران؛بتقديمإيران للدعم الفني والهندسي للسودان،وهو الإتهام العميق بعمق العلاقة بين البلدين المصنفين من الدول الخطأ والأنظمة الإرهابية حسب واشنطن. عاصمتنا كالت هي الأخرى الإتهام للكيان الصهيوني بأنه سبب المصائب والمشاكل الموجودة الأن في السودان؛وسعي تل أبيب لتغيير النظام الإسلامي عن طريق إضعافه وتشتيت قوته العسكرية والتنفيذية بدعمها الكامل للتمرد أينما وجد..! وهناك ارهاصات تحتم إعمال البصر بروية وتمعن؛فالسودان رغم علاقاته العميقة بإيران،فهو من الممكن أن يضحي بهذا العمق إذا تهاوت علاقة إيران والدول العربية،لمزيد من التوتر بسبب مناصرة طهران للعلويين في دمشق،وترصدها الدائم للإحتجاجات الشيعية في المملكة العربية السعودية والبحرين،وتمددها في البلدان السنية كما مصر واليمن؛فالخرطوم ستصبح مضطرة حينها للتنازل عن هذا العمق خاصة وأن مصالحها الإقتصادية وثباتها السياسي يصعب أن يخرج من جلباب الرياض والدوحة..! واشنطن نفت أيضا علمها بالضربة؛وكأن تل أبيب قد وضعت (طاقية الإخفاء) حتى عن (ولية نعمتها) والوصية عليها..! رغم إحساسي أن كل ذلك فذلكات سياسية من واشنطن؛فغياب المعلومة ليس من الضروري أن يكون في التوقيت،وفروقاته،ف(إسرائيل) مهدت الطريق لتقلب قاعدة (سكة اللي يروح مايرجعش) و(دخول الحمام موش زي خروجه)..فهاهي قوات الجو الصهيونية تستبيح أجواءنا؛وليس عنوة،لتضرب اليرموك (تحديداً) وقبلها برادو ترانزيت (تحديداً)؛والسبب حماس وسلاح طهران - كما قالت تل أبيب - وكلما زاد قصف غزة على تل أبيب خرجت علينا إسرائيل بضربة جوية. ظهور البارجتين الإيرانيتين ربما يحمل رسالة واضحة ل(تمتين) وإظهار العلاقة الجيدة بين العاصمتين السودانية والإيرانية؛بحسب بيان قواتنا المسلحة،ورسالة أيضاً(خفية) ستراها تل أبيب ووأشنطن،بأنها تأكيد للدعومات الفنية والهندسية من طهران لصناعة السلاح السودانية،وستربط لامحالة بمصنع اليرموك؛وغيره من مصانع سلاح أخرى بالخرطوم.. وهي الفرصة التي جاءت على طبق ذهبي،لتقويض الإمتداد العسكري الإيراني المحاصر،وتفتيت اذرعه الخارجية لاسيما وأن الخرطوم هي شريك شرعي ل(طهران) حسبما تراه واشنطن وتل أبيب..! نتمنى ألا ينتقل الصراع الإيراني ضد أمريكا وإسرائيل للسودان وأراضيه..خاصة ونحن لدينا مايكفي تماما من تهتكات؛وجروح لازالت تنزف،وإن كان مسرحها الاطراف؛ولكن الآن الصراع (هبش العضم)،ونجت الخرطوم و(قصرها) من (ضربة).. فهل سننجو من قادمات ونحن تحت أغطيتنا القماشية ننشد الأمن والأمان..؟