لخص الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق تجربته في إحداث النهضة في بلاده في كلمة لم تزد مدتها عن (15) دقيقة أمس الأول في قاعة الصداقة، وهي مدة كافية لتبيان حقائق النهضة، خاصة وأن مهاتير البالغ الذي يناهز عمره الثمانين عاماً «منضبط» بنصائح زملائه الأطباء الذين طلبوا منه أن لا يتحدث أكثر من (45) دقيقة متواصلة... وقد تحدث مهاتير بطريقة سلسة وواضحة، عدد فيها وضع بلاده ما قبل النهضة والمشروعات والخطط التى تم تنفيذها.... وقد أشار مهاتير الى أن النهضة تحققت بالإنضباط وتجويد العمل والإبداع والرغبة.. وهي عوامل مهمة لإنجاح أي خطة.... لكن نفتقدها كثيراً في بلادنا.... فالشعب السوداني موصوف ب«الكسل» وعدم الإنضباط في المواعيد، فكثيراً ما نردد «نحن أولاد بلد نقعد ونقوم علي كيفنا» دون أن نستوعب قيمة الوقت... وأن العديد من الذين تقلدوا المناصب حولوا المؤسسات الى حقول تجارب لسياساتهم ونظرياتهم الفاشلة.... كما أن الكثير من المسئولين نفذوا مشروعات تنموية «ضخمة» بها عيوب كبيرة وخطيرة مما أدى الى إهدار أموال كثيرة دون أن تتم مساءلتهم.... ويظهر ذلك جلياً في الطرق التي تم تشييدها في ولاية الخرطوم، واضطرت حكومة الولاية الى إعادة رصفها أو توسعتها.. بل أن مستشفى أم بدة اضطرت الولاية الى تجفيفه بعد مضي سبع سنوات من تشييده بسبب أخطاء فيه. ** د.مهاتير لم يخفِ إعجابه بالموارد المتوفرة في السودان... وأن نصائحه التي أسداها للمسئولين في الدولة لم تخرج من مدى الإستفادة القصوى من الزراعة وتطوير الصناعة لجهة استيعاب العطالة التي يزداد عددها سنوياً خاصة وسط خريجي الجامعات (15) دقيقة من مهاتير كافية للوقوف على التجربة الماليزية... وإمكانية تصحيح وإعادة ترتيب أولويات التنمية في بلادنا.... لكن قبل ذلك لابد من التشدد في حسم التجاوزات في بعض المؤسسات.