يزور البلاد هذه الأيام الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزى الأسبق الذى إستطاع أن يحول بلاده من دولة آسيوية فقيرة الى دولة صناعية رائدة....ومهاتير الذى بدأ حياته بائعاً للموز ثم طبيباً..إستلهم خطة النهضة من التقاليد اليابانية فى العمل وإخلاصهم للمؤسسات التى ينتمون إليها....حيث أصدر فى العام 1970 كتاباً بعنوان (معضلة الملايو) إنتقد فيه نهج الحكومة فى معالجة مشكلة (كوالالمبور) وبطء النمو الإقتصادى وإتهم فيه شعب بلاده بالكسل ..أعتبرت الحكومة آنذاك الكتاب إساءة للشعب فقامت بحظره.... لكنه لم(يستسلم) وواصل فى نشر أفكاره حتى تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء ثم رئيساً للوزراء فى العام (1981- 2003) حيث بدأ فى أول عام بزراعة مليونى شجرة نخيل زيت ومن ثم أنطلق برنامجه الذى حقق نمواً إقتصادياً باهراً جعل دول العالم تستفيد من أفكاره....وعندما سئل عن سر نجاح خطته قال(جعلت الشعب ينظر للمستقبل ويجتهد للوصول الى أهدافه) وقد أرسلت الحكومة فى بلادنا أرسلت العديد من الوفود للإستفادة من التجربة الماليزية كما أنها إستجلبت شركات ماليزية للإستثمار فى البلاد بينها بتروناس التى تنشط فى مجال النفط .....غير أننا لم نستفد الإستفادة القصوى من هذه الزيارات لأن النهضة الماليزية تحققت بفعل القوانين الصارمة والرؤية الواضحة تجاه السوق الحر والإعتماد على القطاعين الصناعى والزراعى وهما القطاعان اللذان لم تهتم الحكومة بهما كثيراً وركزت جهودها على النفط وإستثمرت فى مناطق فقدها السودان بعد إنفصال الجنوب مما أدى الى حدوث أزمة إقتصادية لم تتعافى منها البلاد حتى الآن .....وقد قدم مهاتير نصائح للمصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة وقدم نقداً للدول الإسلامية حيث قال (نحن لا نمارس تعاليم الإسلام التى لو نفذناها لأحرزنا تقدما، فمنذ 500 سنة لم نتعلم العلم الحديث، وليست لدينا معرفة بالكيمياء، ولا نستطيع أن نصنع سلاحا، ونعتمد على الآخرين والأعداء). فهل تستثمر الحكومة زيارة مهاتير وتعمل بنصائحه خاصة وأن دوافع النهضة موجودة أم تكتفى الإستماع لحديثه ومن ثم وضعه فى أدراج المكاتب؟؟