هنالك مواقف وأحداث نمر بها تنتهي بمقولات يمكن أن تكون من الأمثال المعاصرة مثل «يقولوا ليهو تور يقول أحلبو».. ومثل «التسوي كريت في القرض تلقا في جلدا».. وهكذا.. قمت بإنتاج هذه المقولات الأمثال المعاصرة.. المثل الأول سمعته في طرفة ومقولته: يا بخيت ياخ ما تهظر أقيف بي جاي.. ومؤداه أن بخيت يعمل جندياً ماتت أمه حسب اتصال بوحدته فقالوا لرئيسه المباشر أنقل إليه الخبر فناداه قائلاً عسكري صفا.. انتباه.. أمك ماتت فأغمى عليه.. بعد أسابيع مات والد بخيت.. فقالوا للرجل كلمو بي طريقة كويسة ما زي المرة الفاتت.. فجمع الرجل الجنود وقال لهم: الأبوه حي يقيف بي جاي.. والأبوه ميت يقيف بي جاي.. فذهب بخيت إلى الجماعة الأبوهم حي.. فقال له الرجل: يا بخيت ياخ ما تهظر أقيف بي جاي.. مثل آخر عاصرت قصته مؤداه: ما بتتصلح مش كده؟.. وذلك أن محررة في صحيفة حكايات في بداياتها.. اضطرت إلى البقاء حتى التاسعة ليلاً.. ولم تكن تملك عربة آنذاك.. ولا تقوى على الذهاب ليلاً بمفردها وأخيراً قررت العودة مع زميلها فني الحاسوب الذي يمتلك عربة ويسكن في حيهم.. وبينما كانت تحرضه على الانتهاء من العمل بسرعة كانت «تسربع».. أنت ما تجتهد شديد كده.. كلفت أي حاجة وخلينا نمشي ليه أنت تتعب كده والقروش ماشة للعتباني.. واستمرت في الهذر.. التفتت فجأة.. وكان أن رأت العتباني ذاتو واقفاً.. فتلعثمت قليلاً ثم قالت: ما بتتصلح مش كده.. وهي تصلح مثلاً للتورط باللسان.. ربما كانت تأكيداً للمثل: لسانك حصانك. مقولة طريفة عبر موقف أطرف مؤداها: كلنا معرسين بقر.. والقصة أن صديقنا «س» كان يعمل فى تلك المؤسسة.. وانضمت إليهم زميلة.. بدينة بعض الشيء وتبدو في سمت ست البيت أكثر من المرأة العاملة.. وذات يوم حضر ضيف لمقابلتها وطلب من زميلنا إخطارها.. فأجلسه ريثما يناديها له.. ولم تأتِ السيدة.. وكان الرجل كل فترة يسأل صديقنا الزولة دى ما جات لي هسه.. ولما ضاق ذرعاً من أسئلته الملحاحة قال في ضجر: أنت داير بيها شنو البقرة دي؟.. فقال الرجل في غضب دي زوجتي!.. فما كان من صديقنا إلا أن قال: ياخي كلنا معرسين بقر زيها.. عندما كان الباشمهندس الطيب مصطفى مديراً للتلفزيون جمعنا نحن كتاب الدراما السودانية في جلسة تفاكر.. ليعلن عن سياسته التي اعتبرت متشددة.. وكان يبحث عن أي فتوى تتيح له إعطاء الدراما حريتها بظهور النساء سافرات لأنهن داخل بيوتهن وأمام أزواجهن وفي الواقع يحدث ذلك.. ولا يكن محجبات على نحو ما درجت التوجيهات.. وكان الراحل المقيم الريح عبدالقادر قد قدم مداخلة عن ضرورة الحرية ورفع الرقابة عن الدراما.. وشبهها بممارسة العلاقات الحميمة إذا كان الإنسان مراقباً لا يستطيع الإنجاز.. فقال الباشمهندس: أخونا ما لقى مثل يضربو غير ده!!.. أعتقد أنه يمكن أن يكون مثلاً يضرب في الكثير من المواقف.. مقولة أخيرة.. أنت ما بتكلفك حاجة وأنا بتريحني.. ذلك أن عم باب الله كان ممرضاً قديماً وعمل بمفرده في مستوصف طرفي وكان الناس ينادونه يا دكتور.. الوزارة تذكرت المستوصف وبعثت إليه بطبيب.. وأخذ الطبيب يخاطب الرجل ليس بلقب دكتور.. بل يا حاج باب الله جيب شاش.. يا عم باب الله أدي حقنة.. فحزّ ذلك في نفسه وعندما أنصرف المرضى قال للطبيب: يا ولدي عليك الله قول لي يا دكتور أنت ما بتكلفك حاجة وأنا بتريحني.. ما رأيكم في قصص هذه الأمثال المعاصرة جداً!