أجساد ضعيفة واهنة جاءت الى الدنيا ترقد بسلام داخل الحضانات بإنتظار أن تتعافى والأيدي الحانية تترفق بها كما الملائكة يرتدون ثيابهم البيضاء وسط عناية فائقة جدا، هزني المشهد من الداخل وتذكرت المقولة الشائعة (من أحيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا) وخلف المشهد في مستشفى السويدي الخيري للأطفال حديثي الولادة نجد الكثير من قصص معاناة لأسر فقدت أطفالها، وهى تتلمس الطريق لإيجاد النذر اليسير من بصيص أمل لإنقاذ فلذات أكبادها، مع ارتفاع التكاليف التي نعلمها جميعا وجشع الكثيرين بدعاوى الإستثمار الذي اطاح بكل المعاني الإنسانية السامية، وجعل بعض المستشفيات تتاجر حتى في أرواح الأطفال، نعم هم وجدوا ضالتهم في مستشفى خيري شيدته جمعية خيرية من الشقيقة مصر. لا انكر الغصة التي انتابتني وانا انظر لهؤلاء الأطفال الخدج وهم يرقدون بسلام ارواحهم تعانق السماء داخل مستشفى احمد السويدي الذي ضرب اروع نموذج في تقديم مثل هذا المستشفى للشعب السوداني، نظرت داخل العنابر الذي تضم اربعين حضانه وعيادة خارجية، ووجدتني اقارن بين حال رجال اعمالنا وكبار المستثمرين في بلادي اين تذهب اموالهم ولماذا لايتم تشييد مثل هذه مستشفيات لخدمة الناس ليذهب ريعها لوجه الله تعالى، وسرحت ببصري الى تلك المساحه الممتدة والتي يسعون فيها للتوسع في المستشفى واستجلاب حضانات جديدة، ومبنى جديد لتزايد الحالات التي يقول مديرها دكتور حازم سيف الإسلام في إستحياء انهم أصبحوا يرفضون بعض الحالات لعدم وجود حضانات اضافية، ووجدت فكري يتسارع الى الإتهامات التي وجهت الى البروف مأمون حميدة وإمكانية تققديم المساعدة في اكمال الإنشاءات وكنت افكر مع زملائي الإعلاميين بصوت عالي مما حدا بأحدهم الى وكزي هل نسيتي العقلية الإستثمارية للسيد الوزير، ودار النقاش المحموم مابين مدافع عن الدكتور الإنسان والإستثماري وهل سيترك المساحة المجاورة للمستشفي دون ان يفكر في الإستفادة من هذا الصرح وممجانية اجهزته وتقنياته العالية استثماريا وهل اذا بني المبني المجاور للنساء والأطفال كما يروج البعض هل سيبنيها مثلهم ليستفيد منها ابناء شعبه مجانا وهل نجد رجلا صالحا آخر في سودان الخير خاصة وان نسبة الشفاء قد بلغت 92% بين حديثي الولادة.