يتعرض الدكتور عبد الرحمن الغالي لحملة شديدة الضراوة تشكك في جذره الأنصاري ونبته المتصل بحزب الأمة، وتصوّره مجرداً من أي (فلاحة) عدا نسبه للإمام وقوته التي يستمدها من المصاهرة وقوة دفع زوجته. ولما كان لي في هذا المحيط تذكارات ونوابض وإخاءات ما تزال مبسوطة وممتدة، لزم أن نقول كلمة حق من واقع الحياد تؤكد أن الرجل له اقتدارات ثرة، وينطوي على عقيدة صافية ذات شجن أنصاري، ولم يرتبط بحزب الأمة بعد زواجه، بل كان واحداً من عناصر العمل السري في مستهل التسعينيات قبل زواجه، وكانت تسند له مهمات معقدة وكنت وقيئذٍ أحد عناصر هذه الحلقة. الغالي واحد من شباب مدينة أم درمان من حي عريق عُرف بالمنافحة والمركزية الأنصارية، ومن بيت يتعايش فيه الراتب والديالكتيك، ويبحث منه مرتضى عن سر (الجرحو نوسر بيّ) على نقرة (الدق)! أحياء أم درمان العريقة هي النبع الذي ما يزال يمد حياتنا السودانية بخصائصها التي تدهش إخوتنا العرب وأعمامنا الأفارقة هي المزج الذي صهر عاداتنا ونفخ في شرايينا دماء القدرة الحصرية علينا، وأكسب رأينا السياسي ظلالاً وسعة ومسافات تكتيكية وعمَّق ثقافتنا فانفردنا بثنائية مستعذبه. من هذا المحيط خرج الغالي بعقل مفتوح هاضم لتلك المعاني وحريص على الإمتداد بها، فهو يكتب ويثاقف ويشارك في الندوات ويجتهد ويطرح الرأي المثقل بالموضوعية الجاري على خطوط وطنية. الجهة التي تنتاشه بتلك السهام السامة يحركها رجل ارتبط بالأوهام السياسية، وحرص على تربيتها وتغذيتها بكل سواقط النرجسية، فهو يرتب لرئاسة الأنصار وحزب الأمة والسودان بأجمعه عن طريق مساندة أمريكية وغارات، ناسياً أنه سيحكم بشراً طيبين من الجزيرة لبب، والكلاكلات، وأم مغد، وطابت، وليس ساكسون من تكساس ولاتينو من أينوي، وبعض طليان اصطحبهم فاسكو دي جاما، إنه مشروع هلامي عدمي يستند إلى أمراض الذات وتورم الأنا، وصحراء المزاج، يقوم على الأماني ويتحالف مع الحلم والفنتازيا وسيتبدد ويعود صاحبه طالباً الاستشفاء. تربى حزب الأمة في كنف التاريخ المرتبط بالتحرر من الاستعمار تركياً كان أو أنجلو ساكسونياً، فكيف يسعى للوصول للسلطة بمساعدة الC.I.A ويدعوت أحرنوت؟!! أنا أتضامن مع « الغالي» في وجه هذه الصليبية الجديدة وأستل من شاربي سيفاً لمناصرته.