الجينات الوراثية تؤثر بصورة كبيرة على الأداء الوظيفي وحب العمل ، هذه المعلومة ليست من عنديات العبد لله وإنما دراسة صادرة عن مجموعة من العلماء الأمريكيين ، وجاء فيها أن جينات الشعوب تؤثر على الإنتاج والكسل والأداء المهني ؟ تذكرت هذه الدراسة لدى مطالعتي بحثا عن متوسط عمل الفرد السوداني ، والتي جاءت في ذيل قائمة الشعوب ، ما يعني إننا في حاجة ماسة إلى تغيير جيناتنا الوراثية حتى نصل إلى مصاف الرفاهية والدول الكبرى ، ههه قال كبري قال . فضلا يا جماعة الخير في اليابان يموت الناس من أدمان العمل ، وجاء في آخر إحصائية لمنظمة العمل الدولية أن ثلاثة عشر كادرا في هذا البلد بمختلف المواقع إنتقلوا إلى الضفة الأخرى بسبب أدمانهم على العمل المتواصل خلال العامين الماضيين ، العكس تماما يحدث في السودان ، الناس هنا تموت من الكسل والإنشغال بالآخرين ، والشمشرة ، والتسكع في الشوارع ، والفضول ، والبحث عن أسرار الآخر وإطلاق الشائعات ، ومن الأشياء التي تريح القلب وتجعل الإنسان يكركر من الضحك حتى تصاب مفاصله بالتكلس أن ثمة دراسة ما تخرش الميه كشفت أن ساعات عمل الكادر السوداني بجلالة قدره تبلغ عشرين ساعة في اليوم الواحد ، ماشاء الله إيه ده كله يا حبيبي ، يا سلام ما فيش أجمل من كده ، وأنشاء الله طالما إننا ندمن الراحات ونهرب من المسؤوليات فإننا سوف نصل إلى مصاف الدول الثمانية الكبار عاجلا أم آجلا ، كما إننا بواسطة هذه الطريقة الجهنمية للراحة سنبلغ مصاف الرفاهية وفي الغد سنجد الحراك التنموي بلغ مده التصاعدي ، وحصلنا بحول الله وقدرته على الشارة الدولية للإنتاج من منظمة العمل الدولية . المهم السؤال الذي يفتح أبوابه باحثا عن إجابة شافية ، إجابة لا تقبل التأويل إلى متى ندور في مثل هكذا متاهة ، خاصة وأن بعض الشعوب العربية أو جميع أخوتنا العرب من الأزرق إلى الأزرق يوصفون الفرد السودان بالكسل ، وهناك مئات النكات التي يتم تداولها عن جرثومة الكسل التي تسترخي في أعصابنا ، صدقوني لا أدري متى وكيف ترسخ هذا الإنطباع لدي الآخر أقصد وصفنا بالكسل ، على فكرة لا أتصور أن مثل هكذا إنطباع سوف يتلاشي ، طالما أن الكوادر الوظيفية والعمالية لدينا تتفنن في عمليات الهروب من العمل ، فربما تجد زول طويل ومتعافي لا يقطع السيف رقبته ، يتلصص في الأسواق هربا من مكان عمله ،أو يقف متفرجا على خناقة في أحد الشوارع ، أو يرتشف القهوة أو الشاي في مواقع ستات الشاي ويطق الحنك على عينك يا تاجر . ونفس السيناريو ينطبق على الموظفات ربما تجد واحدة من المتسيبات تهرب من مكان عملها لتحضر نفسها لحفل زفاف في المساء ، أو لموعد الله أعلم متى وأين وكيف وكله عند المتسيبين صابون ، المهم الناس تموت من إدمان العمل ونحن نموت بالحسرة على حالنا ، وموت من موت يفرق .