شد انتباهي خلال اليومين الماضيين، الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية، ووجدت أن النظر للأمور من خارج دائرة الإرتباط المهني، يختلف كثيراً عنه إذا ما كنا داخل دوائر الفعل نفسه أو متابعته من خلال أشكاله وزواياه وردود أفعاله المهنية، وقد كان أكبر الأحداث التي وقعت خلال اليومين الماضيين، والتي تابعتها- مضطرا- من على الفراش بحكم الاصابة ب (إنفلونزا الحجاج)- من غير حج- مصحوبة بالتهاب رئوي حاد، أقول إن أكبر الأحداث التي تابعتها- بالنسبة لي على الأقل- كانت هي زيارة وفد من أئمة المسلمين في فرنسا إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتحديداً إلى (بيت المقدس) والمسجد الأقصى، والتي صحبتها تغطية إعلامية واسعة، وخاصة في قنوات التلفزيون والفضائيات الفرنسية والإسرائيلية، أو تلك المرتبطة بدولة الكيان الصهيوني. الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها إلى العالم عبر الفضاءات المفتوحة، تقول بإن القيادة الإسرائيلية ليست لديها مواقف محدودة ضد الإسلام والمسلمين، بدليل إن هذه الزيارة وجدت إهتماماً من كل المسؤولين في دولة الكيان الصهيوني، كما أنها تريد القول بإن أئمة المسلمين لا يرون غضاضة في الانفتاح على اسرائيل، وزيارة الأماكن المقدسة، كما جاء على لسان أحد أعضاء وفد الأئمة المسلمين الفرنسيين وهو سنغالي الجنسية، يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وقد شدد على ضرورة أن يقوم المسلمون بزيارة إلى بيت المقدس، وقال إن الإسلام مكمل لليهودية، وإن القرآن الكريم جاء عند الله تعالى بعد التوراة، لذلك يكون التعايش أمراً مطلوباً بين كل أصحاب الرسالات والكتب السماوية. أما الذي يستوقف بحق، هو التحرشات الإسرائيلية والتهديدات بعملية عسكرية واسعة في غزة، وتركيز صحافة إسرائيل على بث كل ما يثير الرعب والخوف بتحديد ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية، التي تستهدف غزة لإيقاف ومنع إنطلاق الصواريخ الفلسطينية لضرب العمق الإسرائيلي. ثم هناك ما يستوجب الوقوف عنده كثيراً، وهو ليس ببعيد عما يجري في أرض فلسطينالمحتلة، وهو نبش مقبرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأخذ عينة من رفاته، والبحث فيها عما إذا كان قد مات مسموماً بسم البلوتونيوم، أم لا.. وتلك جريمة بشعة توجه فيها أصابع الإتهام إلى دولة الكيان الصهيوني. ربطت بين كل ذلك، وبين ضرب مصنع اليرموك للأسلحة في الخرطوم- مؤخراً- ووجدت أن كل الذي يحدث على ساحات الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بدءاً من زيارة وفد أئمة المسلمين في فرنسا، ثم نبش مقبرة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم التهديد بحملة عسكرية واسعة على غزة، إضافة إلى تهيئة بني إسرائيل لانتخابات عامة جديدة، كل ذلك يقود إلى عقدة الخوف التي أصبحت هي المسيطر على الشخصية الإسرائيلية (الغاصبة)، وإن كان اليهودي (شايلوك) قد إرتبط في عقلية العالم ب (البخل) و(الطمع)، فإن شخصية (شايلوك) الحديثة لا تختلف كثيراً عن شخصيته في تاجر البندقية لوليام شكسبير، سوى بإضافة (الخوف) إلى شايلوك القديم الذي أغتصب لغيره دون حق.