حدثتني صديقة أنها قبل أيام كانت تشرع في إعداد وجبة الغداء قبل عودة أبنائها من المدارس، وبينما هي منهمكة قامت بفتح علبة «الصلصة» كما هي العادة، وقبل أن تكمل ذلك انفتح غطاء العلبة كاملاً وقذف ما بداخله من صلصة على وجهها مع صوت فرقعة مكتوم لدرجة أنها كادت تسقط للخلف، وقالت لي إنها للحظة فكرت أن إسرائيل جاءتها من داخل علبة الصلصة، فقلت لها ضاحكة وإسرائيل تجيك ليه أنتي عضو في كتائب القسام!!. المهم أن صديقتي تلك قالت لي إنها تأكدت أن سبب الانفجار «الصلصوي» هو أن العبوة منتهية الصلاحية ويبدو أن سوء التخزين إضافة لطول المدة جعل ما بداخلها يتفاعل لينفجر بهذا الشكل الغريب!! ولعل هذه الحادثة تجعلني أسأل الإخوة في هيئة المواصفات والمقاييس عن الدور الذي يفترض عليهم أن يلعبوه تجاه الأسواق السودانية والتي تعمل بسياسة التحرر وأصبحت أسواقاً مفتوحة لكل المنتجات من كل بلاد الدنيا، وياريت لو أن الخطورة كانت فقط في انفجار علبة الصلصة إذ أن الأخطر هو انفجار إطارات السيارات التي أصبحت عاملاً إن لم تكن سبباً مهماً في ما شهدناه من حوادث أفقدتنا نفراً كريماً من خيرة الشباب، فهل تقوم الهيئة بالتعاون مع إدارة المرور بمراقبة هذه الإطارات ومدى مطابقاتها للمعايير والمواصفات العالمية، وهل هذه الإطارات يتم تخزينها بالشكل الصحيح الذي يجعلها صالحة للعمل وتحمل حمولات العربات إن كانت شاحنات أو حتى عربات صغيرة!. اعتقد أن هذه الهيئة يقع عليها عبء كبير في حماية المستهلك السوداني الذي لازال يتعامل مع كثير من المنتجات «بحسن نية غريب» خاصة إذا كان هذا المنتج رخيصاً مقارنة مع المنتج الأصلي دون أن يضع اعتبار أن هذا«الرخيص» له آثارة السالبة إن كان من ناحية صحية أو أمنية.. والإخوة في هيئة المواصفات نقول لهم صح النوم لأن وجودكم غير ملاحظ ولا محسوس في الأسواق السودانية التي يصلح لفظ «الفوضى» أن يكون الصفة الأنسب لها، وكل واحد شغال على كيفه بدلالة الكثير من ما نستعمله في بيوتنا بدءاً من قلم الرصاص وحتى الأثاث والأدوات الكهربائية والصحية ذات العمر القصير، مما يؤكد أنها لم تخضع لأي معايير أو رقابة من هذه الهيئة التي ننتظر منها توضيحاً، وإن كنت أخشى أن تمارس معنا أيضاً سياسة الكلام كان دائر تكمِّلوا همِّلوا!!. كلمة عزيزة: والله شيء مؤسف ومؤلم أن يسود الكساد سوق الحركة الثقافية بهذا الشكل المخيف، ولم نعد نسمع عن مهرجانات أو فعاليات ثقافية بأي شكل من الأشكال من التسميات، ولعلي أخشى ما أخشى أن يكون السيد الدكتور أحمد بلال مكتفٍ فقط بمقعد الإعلام مش عشان خاطر عيون الإعلام والإعلاميين لكن من أجل خاطر أن يحفظ حق حزبه في الكيكة الوزارية فإن كان وجود بلال بهذه الطريقة على سدة الثقافة يرضي ويطبطب على شريحة حزبية سياسية معينة فهو يغضب ويهضم حق شرائح ومجاميع من المثقفين الذين هم حزب أكبر من أي حزب في هذا البلد!!. كلمة أعز: سبب وقوع الطائرات حددتو كادره البشرى وسبب انتشار الحمى الصفراء حددتو كادره البشري أها الفساد كادره بشري برضو ولا شيطاني!.