ولأن الديمقراطية لا تتجزأ.. ولأننا لا نكيل بمكيالين.. ولأننا لسنا من الذين عند الكيل لأنفسهم يستوفون.. ولسنا عند الكيل للآخرين يخسرون.. ولأننا طفقنا نسأل مالك الملك.. واهب الملك من يشاء.. نازع الملك ممن يشاء.. أن تنبسط الديمقراطية وان شئتم «الشورى» رصينة رحيبة ماهلة شاسعة واسعة في كل أرجاء الوطن الجميل.. وأن يصبح الصبح.. وينفلق ليل الوطن.. لنرى ونشاهد.. ونشارك.. ونبارك.. وفي نفس القاعة قاعة الصداقة.. مؤتمراً.. لحزب الأمة القومي.. وتضاء نفس الثريات.. وتئن نفس المقاعد.. من ثقل أعضاء الحزب الديمقراطي «الأصلي».. وهو يقيم مؤتمره في تلك القاعات المهيبة.. وهل تبلغ بي الأماني والأحلام.. لأتمنى نفس الحال.. نفس الاحتفال.. في ذات الدار.. والحزب الشيوعي.. يرفع الأعلام الحمراء مرفرفة على سارية السور المقابل النيل.. وبالداخل تمور وتفور الدار بعضوية الرِّفاق.. وهم يقيمون مؤتمرهم العام.. أم أني أحلم وتماماً مثل سيدة الغناء العربي التي كانت تشدو.. «سيبني أحلم يا ريت زماني ما يصحينيش».. هذا جزء من أمانينا.. وأحلامنا.. وأيضاً نسأل الله أن يكون الصراع على السلطة فقط بالبرامج.. والحوار بالكلمات وليس بالمدافع والدبابات.. لهذا كله ومن أجل هذا كله.. نمد أيدينا لكم بالتهاني مباركين لكم مؤتمركم راجين أن تخرجوا منه وقد غسلتم كل أحزان الوطن.. التي تسبب فيها «إخوة» لكم قصداً.. وعمداً وترصداً.. وبعد كل هذه التحايا والمباركة والتهنئة.. لابد من كلمات تقال.. نرجو مخلصين أن تتسع صدوركم لها.. هي ليس كلمات فحسب.. بل هي صحف وصحائف.. نرى انكم قد كتبتموها بأعواد مشاعل.. بل صحائف منها قد خطها «إخوة» لكم بأطراف أسنة وخناجر والكلمات التي يجب أن تقال.. هي.. أولاً.. كنا سنكتفي فقط بالتهنئة.. لو كان حزبكم.. أو قل حركتكم.. مثلها مثل الكيانات في كامل تراب الوطن.. والتي هي بعيدة عن مقاليد الحكم وسلطة وصولجان الدولة.. إن كانت حركتكم كهذه الكيانات.. كنا سنبدو وكأننا متطفلين.. وأخذنا حقاً ليس لنا.. وتدخلنا في الذي لا يعنينا.. ثانياً.. نعم نحن لسنا أعضاء في حركتكم الاسلامية كما إننا لسنا من «الإخوان» ولكن تجمعنا إخوة المواطنة والوطن.. وبما أن حركتكم هي التي أوجدت بليل «الانقاذ» وصارت تحكم الوطن لربع قرن من الزمان إلا قليلاً.. لهذا لنا مطلق الحق.. بل نملكه كله في الحديث معكم وعنكم وعن حركتكم لأننا شركاء معكم في هذا الوطن.. الذي كان من وجهة نظرنا.. وفي يقين تقديرنا.. كان جميلاً ونبيلاً ومسالماً.. و «كاملاً».. ونزيدكم كيل بعير.. إنه لنا في هذا الوطن مثل الذي لكم ولهذا نخلص القول.. إن مؤتمركم هذا ليس شأناً خاصاً بكم وبتجربتكم في التنظيم والحكم.. فقد إنعكس أي همس منكم.. أي صخب منكم.. أي صنع منكم.. انعكس إيجاباً أو سلباً على كامل الوطن.. شعباً وأرضاً وشجراً وحجراً.. لا يقل لنا أحدكم.. إن عنوان هذا الحديث يجب أن يكون للانقاذ.. إن الانقاذ ليست شيئاً هبط من السماء.. ولا هي مولود مجهول الأب والأم.. لأن حركتكم هي التي إنحدر من رحمها «الانقاذ».. ولا تستهينوا بعقولنا ولا تسفهون إدراكنا لتحدثونا عن المؤتمر الوطني.. هو ايضاً نبع من ذات البحيرة.. بحيرة الحركة الإسلامية. ونخلص.. إلى أن الحكم القائم الآن.. هو حكم الحركة الإسلامية بالأصالة وليس بالوكالة.. وأيضاً لا يحدثنا أحد.. عن إن الذي يحكمنا هو «حكومة عريضة» أو شريكان من خارج إطار الحركة الإسلامية، وأحزاب ائتلفت معكم.. أنتم تعرفون ونحن نعرف.. وحتى المؤتلفين يعرفون.. إنه لا صوت يعلو فوق صوت الحركة.. ولا قرار إلا قرار الإخوان.. «بدريين ولاحقين».. بل هي شراكة مثل ذاك الذي حاول أن يشترك مع صديق غشيم له.. في «أكلة» «قراصة بالسمن والعسل» حين قال له.. منك الدقيق ومني النار أوقدها.. ومني الماء ومنك السمن والعسل. مرة أخرى مبروك.. وبكرة.. نفتح كراسات الأحبة في الحركة الإسلامية..