أريد أن يقول عني كل أولئك الذين (عرفوني حق المعرفة.. أني كنت أقلع شوكةً وأغرس وردةً حيث أعرف ان الوردة ستنمو).. قائل العبارة : إبراهام لنكولن. لم يكتف الرجل بأن يزرع وردةً فحسب... بل لابد من معرفة إن الوردة ستنمو..يريد ضماناً لعمل الخير يشترط أن يكتمل.. لاشك ان الرجل صادق في تعبيره.. لكنه بدأ اقتصادياً سياسياً حين إشترط أن يغرس الوردة في مكان تنمو فيه.. نحن نقول:أعمل الحسنةَ وارميها في البحر.. ولكنه يعدل العبارة الى أعمل الحسنة لمن يستحقها ونحن ايضاً نقول: الحسنة في المنعول زي الشرا في القندول.. كأننا نشترط إن الحسنةَ قد تطيش إن ذهبت لمن لا يستحقها.. فستحرقك أنت المحسن ! بذلك يمكن أن يتحول الإنتصار الى هزيمة .. فقد قالت الروائية (جورج اليوت): في وسع أي جبان أن يخوض معركة إذا ضمن لنفسه الإنتصار .. ولكن أعطني الرجل الذي يسعى إلى الحرب على رغم علمه بالإخفاق.. هذه هي طريقتي ياسيدي..وكم من نصر أفضل من الهزيمة.. ربما حسب خبرات الرجل الذي يريد أن يبني الناس مشاريعهم على التخطيط..كأنه ينادي بعمل دراسة جدوى لنمو الوردة..حتى لايتبدد الجهد.. ولكن لابد أن الأوائل فعلوا ذلك..زرعوا الورد حيث ينمو ولا ينمو.. ثم أصبحت لديهم بعد ذلك الخبرة في التربة التي ينمو فيها الورد. أذكر الآن عمي(سليم الجلدة) كان ثرياً من أثرياء أحد الأحياء التي مررت بها قديماً.. وكان حسب لقب (الجِلدة) هذا مشهوراً بالبخل.. ولكنه كان اجتماعياً يحب الونسة، والجلوس على الطرقات..فحين يشحده شحاد:- يرفض أن يعطيه شيئاً، ويبرر لذلك قائلاً: والله خايف أديهو قروش يمشي يسكر بيهن.. شكلو كده سكرجي.. أو يبرر بأي حجة مثل: (ما بيستحق لأنو قدر الحصان(شديد ولضيض) وهكذا.. لكن الحسنة ذات قوة فعالة (فالحسنة معطت شنب الاسد) أي مهما كان الشخص قوياً وكاسراً فيمكن عن طريق (الحسنة) أن تحصل منه على ما تريد. الثابت أن يلاقي الناس الحسنة بمثلها لكن مع ذلك تقول الحكمة.. إتق شر من أحسنت إليه.. لماذا لا ننتظر الخير ممن أحسنا إليه هذا هو الأصل.. لكن لله في خلقه شؤون تقول الحكمة الغربية(من أهم الطرق للحكم على الناس مراقبة تصرفهم عندما يقدم اليهم شيئاً مجاناً.. للأسف نحن نسمى ذلك الشيء (ملح).. والذي يحب المجان نقول له: الملح ده يوم بقتلك.. وحتى فضل الظهر اسماه البعض (الركوب ملح) ومن يريد أن يركب عن طريق الاوتوستوب يقول: داير أملح.. أزرع الوردة على كل حال حسب وصية الشاعر:- أزرع جميلاً ولو في غير موضعه لا يضيع جميل أينما زرعا.. بيد أن نصيحة( لنكولن) مهمة و الأجدى أن نزرع الورد حيث تعرف أنه سينمو..