وسط لافتات معارضة، وهتافات متبادلة بعضها يمجد الرئيس، وأخرى تطالب بإسقاط البرير، في مشهد حزين عبر عنه الحارس المعز محجوب بدموع غزيرة، بهذه المشاهد ما بين الفرح والغضب جاء تتويج الهلال بلقب دوري السوداني الممتاز بعد فوزه أمس الأول على ضيفه الأهلي مدني بثلاثة أهداف مقابل هدف، رافعاً رصيده الى 70 نقطة في الصدارة وبفارق خمس نقاط عن مطاردة المريخ الذي كان ينتظر سقوط الهلال، فسقط هو في قلعته الحمراء على يد ضيفه الأهلي شندي، بهدف نادر الطيب.. فعاقب الهلال، ضيفه الأهلي مدني الذي تقدم بهدف مهاجمه محمد عبدالله كول، بثلاثة أهداف حملت توقيع السنغالي إبراهيما سانيه هدفين وهدف رأسي للمدافع سيف مساوي.. وسط هذه الأجواء المشحونة المتوترة دخل الهلال لأرض الملعب غير مهيأ ليوم عرسه والتتويج بلقبه المستحق، فقد ظهر الفريق تائهاً في الملعب وكان تركيز اللاعبين على ما يقال في المدرجات أكثر من تركيزهم على الكرة واستغل سيد الأتيام حالة التوهان ونجح في التقدم عن طريق محمد عبدالله مستغلاً غياب الدفاع. وتقدم المعز محجوب، ولكن سرعان ما تدارك اللاعبون الدرس واستعادوا تركيزهم وترك الجماهير لحالها، ونجح سانيه في إدراك التعادل، ومن ثم أضاف الثاني، وأضاع بعد ذلك فرصتين وهو على بعد خطوات من المرمى الخالي.. ولم ينعكس التقدم بهدفين على أداء اللاعبين الذين سيطرت عليهم حالة من الحزن والذهول بعد أن إنصرف الجمهور من التشجيع، وانقسم إلى نصفين.. نصف يهاجم البرير ويطالب برحيله ونصف يدافع له ويهتف باسمه حتى انتهى الشوط الأول بتقدم الأزرق بهدفين، ومع صافرة نهايته التي أطلقها الحكم الدولي الفاضل أبوشنب، وأطلق معها المعارضون العنان للافتاتهم وحناجرهم، في مشهد يؤكد أن الهلال يسير نحو منحدر خطير، وسط دهشة أصحاب الدار قبل الضيوف.. وتغير الحال في الشوط الثاني بعد أن ارتفع أداء الفريق وتحرك كاريكا وخليفة وبوي ونزار حامد ومهند الطاهر في الوسط وافلت سادومبا من الرقابة أكثر من مرة ولكنه لم يصب المرمى وعلى طريقه سار سانيه الذي واصل أهدار الفرص السهلة فيما تكفل سيف مساوي بإحراز هدف الأمان رأسية محكمة إلتف بعده اللاعبون في حلقة واحدة ليؤكدوا للجميع إنهم متماسكون.. واستمر الهلال في قتاله بحثاً عن الهدف الرابع والأهلي يقاتل دفاعاً عن مرماه وكبريائه حتى أعلن الحكم عن نهاية المباراة وفوز الفريق بالدوري دون هزيمة محققاً 22 انتصاراً منها 18 فوزاً على التوالي وتعادل أربع مرات فقط.. وجاء التتويج باللقب رغم (11) للأزرق أكثر حزناً بعد أن قامت بعض الجماهير برفع لافتاتها وأصواتها في وجه البرير مطالبة برحيله اليوم قبل الغد، ومع ذلك استمرت مراسم التتويج التي كانت باهتة ايضاً، وسيطر عليها الإرتجال فنال الهلال لقبه المستحق وانطلق به اللاعبون نحو الجمهور ورفعوا مدربهم غارزيتو على الأعناق وانضم لهم البرير وحمل الكأس ولوح به للجماهير وفي عينه دمعة، وفي حلقة غصة وفي نفسه شيء من حتى