وأدناه نورد خطين.. بل برنامج الإنقاذ والذي هو برنامج الحركة الإسلامية كاملاً.. لا نحذف منه حرفاً ولا نضيف إليه شولة.. رغم أننا نعرف.. بل كل شعب السودان.. أو قل كل شعوب الأرض تعرف أنكم قد أغفلتم عمداً.. أهم أسباب قيام إعصاركم في الثلاثين من يونيو 89 وهو إقامة شرع الله على أرض الوطن الجميل.. وكان لابد لنا من إيراد هذا الخطاب.. بل البرنامج لنعرف ماذا أنجز في فترة حكم الحركة الإسلامية في هذه الفترة الممتدة من 89 وحتى آخر يوم من أيام انعقاد مؤتمركم الثامن.. وبعدها نواصل الجرد وسنبدأ بإذن الله بشرع الله المطهر.. وكيف كان وكيف هو الآن. مؤمن (أيها الشعب السوداني الكريم.. إن الشعب بانحياز قواته المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد أفشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية.. ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم أرتالاً من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسؤولين أدنى اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدى إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من أطرافها العزيزة في هذا الوقت الذي نشهد فيه اهتماماً ملحوظاً بالمليشيات الحزبية.. لقد فشلت حكومات الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضاً في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة.. أيها المواطنون الشرفاء، لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطن الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع أسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة.. وقد أدى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج.. بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم.. أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة.. وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظم.. لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدى إلى انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سبباً في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وأفسدوا العمل الإداري وضاعت بين أيديهم هيبة الحكم وسلطان الدولة ومصالح القطاع العام... إن إهمال الحكومات المتعاقبة على الأقاليم أدى إلى عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجأوا إلى تكوين المليشيات، كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية.... لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعب والدول الصديقة كما أنه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالاً للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها على الساحة الأفريقية، ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الأفريقي حتى تضررت العلاقات مع أغلبها وتركت حركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقاً إستراتيجياً تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلى احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في أفريقيا والدول الأخرى.... وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعاً في مكاسب السلطة بل تلبيةً لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية من الفتنة والسياسة وتأمين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن أجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض. قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنون الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة، وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من أجل إنقاذ الوطن ومن أجل استمراره وطناً موحداً كريماً... عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حراً مستقلاً... الله أكبر والعزة للشعب السوداني الأبي).