ظن المواطن أن أبيي بيعت للجنوب بعدما استطاعت الحركة الشعبية إزالة أهل المنطقة واستولت عليها وشردت الموظفين والعسكريين من أهل المنطقة وتم تعيين المنتمين للحركة وتغير المنهج التعليمي وطردت منظمة الدعوة الإسلامية وحورب الإسلام والعروبة بالمنطقة، هذا ما قاله المتحدثون في الندوة التي أقامها مجلس أحزاب الوحدة الوطنية بعنوان دور الأحزاب السياسية في دعم عملية التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي في أبيي، حيث أرجع بروفيسور سليمان محمد الدبيلو الأستاذ الجامعي، تطور مشكلة أبيي لإهمال السودان لها وضعف التفاوض والمفاوضين وإبعاد صاحب الحق الذي أصبح راعٍ، مشيراً إلى أن الاستعداء الخارجي الذي وصل إلى ضرب العاصمة والصراعات التي ظهرت داخل المؤتمر الوطني والخلاف مع دولة الجنوب ساهمت في تعميق الأزمة، وأكد أن الاتحاد الأفريقي أصبح يتحامل على السودان وأن دولة الجنوب صارت هي من تتحكم في قراراته، وقال إن المقترحات التي قدمها ثامبو أمبيكي كأنما كاتبها لوكا بيونق أو دينق ألور، واستبعد أن يكون الاستفتاء حل لمشكلة أبيي، مشيراً إلى أن السودان لم يعد العدة للاستفتاء رغم الجهود التي بذلها الرئيس واعتبر أن الاستفتاء إذا تم سيكون سيفاً قاطعاً، وقال ليس هنالك أمل بأن تكون أبيي منطقة تعايش، بل ستكون كشمير الجديد، وأبان أن الإدارة الأهلية حدثت فيها هزة وأصبحت القبيلة تحكم بواحد وأربعين أميراً وجيش جرار من العمد والشيوخ، منوهاً إلى بروز صراعات بين أبناء القبيلة في شيء ليس له معنى نتيجة للتدخلات، لافتاً إلى أن المسيرية فشلوا في أبيي لضعف أدائهم أو لضعف الدولة. وفي ذات السياق أكد زكريا أتيم من قيادات أبيي أن أبيي شمالية وأن ضعف الإدارات الأهلية أضعف قضية أبيي، مشيراً إلى أن المثقفين هم من أوصلوا المنطقة إلى مرحلة عدم الاستقرار، ودعا لمؤتمر يجمع المسيرية ودينكا نقوك قاطعاً بأنه لا يمكن أن يتم تعايش في أبيي والعمل مركز لحل مشكلة، وانتقد تعامل الحكومة تجاه المنطقة وقال منذ وقت الأحداث لم تذهب عربة عيش واحدة لأبيي، وأضاف يجب على الحكومة أن تعامل ناس أبيي مثلما تعامل ناس دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وتابع نحن لنا حقوق في الشمال وليس لنا شيء في الجنوب، وطالب والي الخرطوم بمقابلتهم، مؤكداً أنهم شماليون. من جهته اتهم الطاهر الرقيق نائب رئيس حزب الأمة الفيدرالي المفاوضين بإدخال أبيي في مشكلة، مشيراً إلى أنهم لم يصطحبوا أهل المنطقة في التفاوض، وأكد أن الدور الذي لعبه دينق ألور ولوكا بيونق كان له تأثير على المنابر الدولية، لافتاً إلى أن المزايدات السياسية هي التي أوصلت القضية إلى هذا الحد، ونوه إلى أن خيرات أبيي لا تذهب إلى سكان المنطقة، بل لآخرين، وقطع بأن كل أبناء المنطقة قرروا السير في خط واحد وطالب الأحزاب السياسية بأن يكون لها دور في حل القضية، وفي ذات المنحى دعا أمير كير من قيادات أبيي إلى الإسراع في تكوين إدارية خاصة ووقف العوامل الداعية لتسويق القضية، وأبان أن أولاد أبيي الذين انضموا إلى الحركة الشعبية نجحوا في تصعيد القضية، وحث الوطني أن يتعجل في حل قضية أبيي واتهم مجموعة داخل الحكومة بعرقلة القضية وقال هنالك مجموعة داخل الحكومة تعرقل القضية، وأضاف إذا كانوا يرون أنهم يقدمون إستراتيجية ويخدمون السودان أؤكد لهم أنها ستكون ورطة للبلاد ودعماً للخارج، وأكد عدم وجود إدارة أو حكومة مستقرة في أبيي وقال إن هنالك مشكلة عدم استقرار في المنطقة وإن المواطن غير موجود بالشكل المطلوب ولم تهيأ له الظروف التي يمكن أن يتعايش فيها. من جانبه اعتبر محمد دوليب البخيت رئيس مجلس حكماء جنوب كردفان أن قضية أبيي كان فيها كثير من الإهمال وقال بعدما سحبها الرئيس وجعلها قضية ثنائية لم تتم متابعتها، وأضاف لماذا التراخي والتراجع في قضية أبيي وأكد أن تقرير أمبيكي طمس فقرات أساسية ولم يعرضها على المجتمعين، منوهاً إلى أن التقرير لن يجلب للمنطقة استقراراً مهما أتوا بقوة، وقال أمبيكي سلب حقنا قبل مفاوضات أديس أبابا الأخيرة وسلم أبيي للجنوب، وأوضح أن سبب تأخير الإدارية هو دينق ألور، وطالب بعدم التدخل في شؤون القبيلة من قبل الحركة، مشيراً إلى أن أدور لينو ولوكا بيونق ودينق ألور يمارسون إرهاباً على سكان المنطقة، وتوقع أن يحدث تعايش إذا أبعدت السياسة وقال عدم وجود دينكا نقوك في المنطقة يعتبر نقصاً لنا. من ناحية كشف ماجد إياك نائب اللجنة التسييرية لإدارية أبيي عن محاربة الإسلام والعروبة بالمنطقة وقال هنالك محاربة للعرب والإسلام وفي 2009م امتحن طالب واحد مسلم بعدما كانت المدارس تعج بالمسلمين، مشيراً إلى أن الحركة استطاعت بعد اتفاقية نيفاشا إزالة أهل المنطقة واستولت عليها وشردت الموظفين والعسكريين من أهل المنطقة وتم تعيين المنتمين للحركة الشعبية، وقال إن الدولة وأحزاب الوحدة الوطنية كانوا يتفرجون على أبيي التي تم تسليمها للحركة وانتقد سلوك الحكومة تجاه دينكا نقوك وطالب بالتمييز الإيجابي لأهل أبيي من دينكا نقوك، منوهاً لوجود عراقيل في استخراج الرقم الوطني الذي يستغرق 3 شهور للحصول عليه، وقال وجودنا في السودان محسوب علينا وأضاف لسنا موجودين في مؤسسات الدولة وليس لدينا وجود سياسي وتنفيذي خاصة بعدما تم فصل كل أبناء المنطقة من المؤسسات الحكومية. ومن جانبه أكد أمبدي يحيى كباشي مفوض العون الإنساني في أبيي مع وقف التنفيذ حسب قوله، أن أبيي أصبحت تابعة للجنوب وقال: حضرت من أبيي قبل يومين وأؤكد أن أبيي أصبحت تابعة للجنوب ولا توجد إدارة أهلية وليس لديها وجود في المنطقة، وأوضح أنه منذ أحداث مايو 2008م أنقسمت أبيي بين شمالية وجنوبية والمدينة أصبحت الفاصل بينهما، وقال تغير المنهج التعليمي وطردت منظمة الدعوة الإسلامية وكانت تقام ندوات للحركة الشعبية، وأضاف لم نرَ مسؤولاً واحداً سودانياً حتى أن المواطن ظن أن أبيي بيعت للجنوب، ومضى الجنوب يتعامل مع أبيي كدولة ولكن الشمال يتعامل مع أبيي باعتبارها قبيلة، وأبان أن حكومة الجنوب موجودة بشكل دائم في الجانب الجنوبي بينما في الشمال موجودة القوات الأثيوبية، مشيراً إلى أن مسؤول الإدارية من الشمال يذهب في الاجتماعات الدورية فقط. وفي ختام الندوة أصدر المجلس بياناً أكد خلاله أن أبيي جسر للتواصل بين الشمال والجنوب، وأهمية التعايش السلمي في المنطقة وضرورة احتفاظ جميع المواطنين في المنطقة بحقهم في التصويت، وطالب بالإسراع في تكوين إدارية فاعلة لمنطقة أبيي يشارك فيها الجانبان، ودعا لعقد مؤتمر للحوار بين المسيرية ودينكا نقوك للإسهام في حل مشكلة المنطقة ووضع أسس للتعايش السلمي بين الجانبين وتكوين لجنة من الأحزاب والإدارة الأهلية للمسيرية ودينكا نقوك في المنطقة، ورفض العوامل الداعمة للاحتراب وزيادة الاحتقان.