استبعد الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني أن تكون العداوة والغزو على السودان من قبل إسرائيل بسبب تمسك الحكومة بدعم حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وكشف عن علاقة إيران والسودان.. مشيراً الى أن إيران لن تضحي بكثير من علاقاتها حتى تحمي السودان.. وقال إذا أراد السودان أن يقيم حلفاً فإنه لن يقيم حلفاً مع دولة لها مشاكل مع المجتمع الدولي، وأضاف بل سنقيمه مع دولة أصيلة لها حق الفيتو ونفى أن يكون للسودان خلاف في التعامل مع إيران ودول الخليج. تحدثت في تصريحات صحفية قائلاً: إن الغارة على مصنع اليرموك جعلت السودان دولة مؤثرة ماذا تعني بذلك؟ ضربة اليرموك.. رب ضارة نافعة.. اعتقد أنها بقدر ما فيها من سوء ربما يكون فيها إيجابيات. وما هي هذه الإيجابيات!؟ رفعت السودان إلى مستوى الأحداث العالمية والتداول حوله، وهي فرصة للسودان ليعرف الكثير من إمكاناته وقدراته، ويعيد تصحيح صورته في العالم إذا استطاع أن يستثمر هذا العمل استثماراً إيجابياً قطعاً. ولكن هذا عمل عدوان عسكري من دولة كإسرائيل ؟ عندما ننظر إلى التعامل العسكري، إسرائيل كدولة موجودة في المنطقة والناس يتعاملون معها في إطار دول الطوق فكانت العمليات العسكرية تتم من إسرائيل في دول الجوار والعمليات العسكرية كانت محصورة في إطار هذا الطوق الآن الجديد في ضربة اليرموك إن إسرائيل تجاوزت دول الطوق الى دولة السودان، وهذا بالتالي استشعار من إسرائيل بأن السودان دولة مؤثرة، وإلا لم تكلف نفسها بخطو هذه الخطوة بغض النظر عن مبرراتها ومسبباتها. البعض يرى أن المصنع لم يقصف لوضع السودان المؤثر كما ذكرت؟ إذا نظرنا للقضية بوضع تحليلي نجد أنه قطعاً ما قيل من مسببات لم يكن مبرراً لضرب المصنع، فإذا كان- كما أدعى- إن هناك أسلحة متجهة إلى حماس كان يمكن أن تضرب في بور تسودان إذا كان هذا هو الغرض الأساسي، ولكن القضية ليست قضية الأسلحة وإنما فلسفة إسرائيل الجديدة تريد أن تضرب أكثر من هدف داخل السودان ولولا أن السودان دولة معتبرة في المنطقة لما أقدمت إسرائيل على ضربها.. والقراءة الثانية بتوقيع السودان على اتفاقيات تعاون مع جنوب السودان إذا استقر الوضع بين الدولتين يمكن له أن يستعيد وضعه في أفريقيا بصورة فاعلة جداً، كذلك السودان بوجود الحراك الذي تم في الربيع العربي ووجود الإسلاميين فيه، يمكن أن يكون له امتداد شمالي، ويمكن أن يتمدد في الجنوب وإسرائيل. هل تعتقد أن ما قامت به إسرائيل عملية استباقية لذلك؟ السودان إذا استقر فإن إسرائيل تشعر بأنه خطر عليها، لذلك تقوم بهذه الأعمال لإسقاط السودان قبل أن تقوم له قائمة. ولكن إسرائيل نجحت في دخول السودان وقسمت الجنوب وسيطرت عليه؟ لولا نجاح إسرائيل لفتح علاقات مع الجنوب لما فكرت في ضرب السودان. الحكومة متهمة بأنها تدعو إسرائيل للمواجهة من خلال دعمها الواضح لحماس والمجاهرة به والسماح لقادتها بعقد اللقاءات في وقت رفضت بعض الدول ذلك؟ العلاقة مع القضية الفلسطينية معروفة إنها علاقة جوهرية وأساسية لكل المسلمين، وهي قضية عقدية لا نقاش في ذلك، وكل المسلمين يقدمون الدعم إلى حماس والفصائل المختلفة، وهناك مكاتب مناصرة في كل العالم حتى في العالم الغربي، وليس هناك تحريم لدعم المقاومة، والسودان ليس هو الدولة الوحيدة الداعمة لحماس، حيث أن إسرائيل هي التي تدعو الناس لدعم حماس لما تمارسه من قضايا مخالفة لكل القواعد الإنسانية والقواعد الدولية.. فالقضية ليست دعوة حماس، فهي موجودة بكلياتها في سوريا بقياداتها، وأيضاً موجودة في القاهرة.. والمبررات ليست هي الأصل في أن تتخذ مثل هذه القرارات، ولكن إسرائيل تنظر إلى بُعدها الاستراتيجي بحسابات، حيث أنها تريد إضعاف أية دولة قبل أن تنشأ. مقاطعة... إذا أنت تستبعد ما ادعته الصحف الإسرائيلية حول قصف مصنع اليرموك؟ هم مقتنعون بأن الطريقة التي يتعامل بها السودان يمكن أن تنصبه بصورة أو أخرى ويكون مؤثراً في المنطقة، والقضية ليست دعم حماس أو الوقوف مع غزة، فهذا كفاح في كل العالم، وإذا كانت إسرائيل تتعامل بهذه الطريقة فلماذا لم تضرب قطر وقد زار أمير قطر قطاع غزة وإسرائيل!!. ويمكن لها أن تعالج قضيتها دون أن تتطاول، فهذا التطاول لا أقرأه في إطار الدعم الذي يقدم لحماس ولكن في إطار نظرة إسرائيل لأبعاد السودان في أفريقيا. في اعتقادك لماذا القصف في هذا الوقت بالذات؟ لأنها تريد أن توقف التمدد الإفريقي جنوباً من خلال السودان، وأيضاً لوقف الاتفاقيات التي وقعت مع الجنوب. بعد هذا الاعتداء عليت الأصوات لمحاسبة المسؤولين وعلى رأسهم وزير الدفاع، ولكن يرى البعض أنه محمي من قبل الوطني؟ مبدأ المحاسبة ليس قضية الرأي العام، و قطعاً الأجهزة التنظيمية في أي تنظيم هي أن تتداول كل الأبعاد المعنية وتضعها بصورة معينة وأعتقد أن الحزب عندما يُحاسب وزيراً يحاسبه على أخطائه الحزبية وليست التنفيذية، لأن التنفيذية مسؤولية الحكومة، ولن يستطيع حزب المؤتمر الوطني أن يُحاسب وزير الدفاع على تقصيره ما لم تقر الأجهزة التنفيذية أن هناك فعلاً تقصير، إذن الذي يحاسب نيابة عن التنظيم الجهاز التنفيذي، وهو لا يحاسب وفقاً للرأي العام، وإنما وفقاً لمعطيات ممنوحة له يدرسها ويحددها، ثم من بعد ذلك تتم المحاسبة لأي وزير في أية دولة، وفقاً للمجلس الوطني، لأنه هو المسؤول مسؤولية مباشرة عن الجهاز التنفيذي.. ونحن كحزب محاسبتنا وفقاً للجهاز المختص وهو الاتصال التنظيمي، وقد يحاسب على التجاوزات الحزبية. ولكن الوطني حاسب من قبل منسوبيه في الحكومة، وأجبرهم على تقديم استقالاتهم، وفي بعض الأحيان أقالهم، من ما يشير الى أن هناك فئات يتم تجاوز أخطائها مهما كبرت وكثرت؟ يمكن أن نتحدث عن نفوذ الشخصية إذا قدم المجلس الوطني إلتماساً للدولة بأن تحاسب أو تسحب الثقة من شخصية معينة ولم يتم ذلك، في هذه اللحظة يمكن أن نتحدث عن أن هذه الشخصية نافذة، ولكننا لم نستوفِ الشروط الموضوعية للوصول إلى المحاسبة بصورتها المحددة، بالتالي يظل الكلام انطباعياً أكثر من أنه مؤسسي، ولا يتدخل الحزب إلا إذا حدثت قضية تؤثر مباشرة على الحزب مثل تجاوز الحزب وعدم الالتزام بتوصياته، وهذا مثل الحالات التي حدثت في المحاسبات والمساءلات وطلب منها أن تقدم استقالاتها أو قدمتها. هناك حديث عن خلافات في التعامل مع إيران ودول الخليج؟ ليس هناك خلاف وعندما نتحدث عن علاقة إيران والخليج مع السودان يجب أن نضع محددات التعامل، لأن التعامل بين الدول لا يتم وفقاً للأحداث بقدر ما يكون وفقاً للاستراتيجيات المدروسة، وهناك ثلاثة أنواع من التعاون أولها التعاون الدبلوماسي، والسودان لديه تعاون دبلوماسي متوازن مع كل دول العالم عدا إسرائيل، وهناك تعاون دفاعي ثنائي و يحدث بين الدول المتجاورة وإي تعاون أمني مع دولة غير جارة فإن التعاون يتم في إطار المنظومات المعينة ومنها التعامل العقدي الذي يتم ما بين أمريكا وإسرائيل. مقاطعة... بما أن العلاقات متوازنة لماذا الخلاف حول العلاقة مع إيران وما هي أسباب تضارب التصريحات حول البوارج التي كانت بميناء بورتسودان؟ السودان له اتفاقات مع الدول العربية وفقاً للإنتماء العربي، وله علاقات مع دول إسلامية وفق الإنتماء الإسلامي، والدول الأفريقية وفقاً للانتماء الجغرافي، وإيران تقع في إطار منظومة الدول الإسلامية، وإذا كانت إيران لها مصالح حقيقية في السودان، والسودان له مصالح حقيقية في إيران، يمكن أن يكون هناك حلف ويمكن أن يكون أقوى الأحلاف في العالم، ولكن أي شخص يقرأ الواقع، يجد أنه ليس لإيران مصالح في السودان يمكن ان تدافع عنها، وتقيم أحلافاً عسكرية بصورة أساسية حتى مع السودان. ولكن السودان ربما له مصالح مع إيران يريد أن يدافع عنها؟ إذا افترضنا- نحن كدولة نامية في السودان- أرادت أن تقيم حلفاً عسكرياً مع دولة أخرى، فإن التفكير المنطقي يجب أن نقيم هذا الحلف مع دولة ليس لها مشاكل مع المجتمع الدولي، وإنما مع دولة أصيلة لها حق الفيتو، والتفكير الاستراتيجي في إطار الحماية الدولية يجب أن يسير بهذا المنحى.. ونفترض جدلاً أن السودان أقام علاقة حلف استراتيجي أمني مع إيران أولاً لبعد المسافة، لن تستطيع إيران أن تدافع عن السودان وليست لها مصالح حقيقية لتدافع عن ذلك، وحتى الانتماء العقدي بالرغم من الرابطة الإسلامية الموجودة، ولكن هناك تفكير معين، لذلك إيران استطاعت أن تقيم حلفاً مع سوريا وحزب الله للبعد الشيعي، وما لم يتوافر البعد العقدي مع السودان فإن إيران لن تضحي بكثير من علاقاتها حتى تحمي السودان، إما لمصالح وهي غير متوفرة و إما لجوار وهو غير متوفر. التحالف الذي أشيع عنه تحالف أمني من أجل هدف معين؟ أي حديث بمنطق العلاقات الخاصة في الإطار الأمني العسكري مع إيران لا تسنده شواهد الواقع المعين ولا يتوقعه أحد، فإيران دولة تدافع عن نفسها وحتى الآن هي مهددة بكثير من الضربات المعينة، ولا يمكن أن نقيم حلفاً عسكرياً مع دولة تحتاج لحماية نفسها وتعزيز قدراتها، وهذا لا يعني أن تكون هناك علاقات تبادل الخبرات والدعم، ولكن بُعد المسافة لا يُمِّكن ايران من توصيل الإمداد للسودان، وإي تفكير من هذا القبيل يكون منافياً للعملية العسكرية.