طغى الترفيه خلال شهر رمضان الكريم أو على الأقل خلال ثلث الرحمة وصارت لياليه غناءً وطرباً إلا من بعض الأشكال الثقافية هنا وهناك . لا أدرى هل تم إطفاء الأنوار عن نشاط اللجنة العليا لشهر رمضان التى تنطلق من وزارة الإرشاد والأوقاف أم أن أنوارها خافتة أصلاً لإنشغال أعضائها بقضايا الوحدة والإنفصال وسلام دارفور ومحاصرة فيضان النيل. وبرامج اللجنة العليا لشهر رمضان منوط بها أن تحدث التوازن خلال ليالى رمضان بالغذاء الفكرى والروحى والسمو بالنفس بما يطهرها ويزكيها وهى مهمة ليست بالهينة وإنما تتم وفقاً لمطلوبات الجغرافيا والتاريخ والسياسة كذلك والناس فى ليالى رمضان اكثر تهيؤاً لإعمار لياليه بالذكر والفكر لأنهم اكثر قرباً لله سبحانه وتعالى بالصيام والقيام والتسامح . قبل أربعة أعوام صدر قرار رسمى للوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية بألا تقيم موائد رمضان خاصة بمؤسساتها من الخزينة العامة وكان قراراً صائباً ورشيداً لأنها كانت حقلاً من حقول التباهى والبذخ إلا أن هذا القرار بدأت بعض المؤسسات «المهمة» تتجاوزه وتعلن عن إفطارها السنوى وتحشد له المدعوين ومهما كانت المبررات فإن القرارات السيادية يجب أن يتم احترامها ولا يُسعى للإستثناء منها أو تجاهلها . تحية لديوان الزكاة باعداده للحاجات الأساسية للمائدة الرمضانية وتغليفها فى كرتونة لتوزع لعشرات الآلآف من الفقراء وهو بذلك يصل بأقصر الطرق الى المحتاجين فعلاً خاصة عندما يرتبط التوزيع بلجان الزكاة القاعدية الموجودة فى كل الأحياء والمناطق بكل ولايات السودان . قرأت خبراً صحفياً أن أحدى الجهات تقيم مائدتها الرمضانية اليومية فى فندق شهير من ذوى الخمس نجوم ومن المؤكد أن هذه المائدة ليست للفقراء والمساكين والمحتاجين إذ لن يسمح لهم إبتداء دخول هذا الفندق الذى تكثر فيه بوابات الحراسة وعليها حراس شداد . سيارات شرطة المرور تجوب الشوارع الرئيسية قبيل الإفطار وصلاة العشاء والتراويح فكاً للاختناق المرورى ومراقبة للسيارات المخالفة بالسرعة الزائدة او قفل الطرق والوقوف فى الممنوع والسير فى الاتجاه المعاكس . الشرطة تقترب كل يوم من المواطن وتلبى حاجه من حاجاته وأهمها حفظ النفس وحفظ المال. وأوسطه مغفرة اعملوا لها .. ورمضان كريم...