كان يوم الأحد الماضي يوماً أسوداً في تاريخ الكرة بمدينة بورتسودان، ففي الوقت الذي تحسرت فيه المدينة على العرب لعدم عودته للممتاز، تضاعفت الحسرة لهبوط هلال الساحل من منظومة هذه المنافسة التي ظل صامداً فيها منذ تأسيسها ولم يطله الهبوط. ٭ لقد أتاح لي وجودي بالمدينة مكرماً في مهرجان السياحة والتسوق أن أتابع هذه المباراة ولم أخفِ قلقي على مصير هلال الساحل لكل من التقيتهم خاصة وأن الهلال يقابل خصماً متمرساً يعرف من أين تؤكل الكتف ولن يفرط بعد أن وصل على أعتاب الممتاز ويقوده مدرب (حبرتجي) كورة وشاطر وهو حداثة. ٭ جاءت المباراة شديدة القوة والإثارة ومشحونة بعض الشيء بالتوتر. ٭ شهدت المباراة إقبالاً كثيفاً لم يشهده الإستاد حتى في مباريات هلال مريخ مع هلال الساحل في الدوري الممتاز وحاول الجمهور من البداية أن يبث الثقة والروح في اللاعبين ودفعهم لإحراز هدف التقدم. ٭ فرط الهلال في تغطية الخصوم فأفلح الرومان في استغلال أخطاء دفاع الساحلي وأدركوا هدف التعادل عن طريق أحد أجانبه. ٭ زاد الهدف التعادلي من الضغوط النفسية والمعنوية على لاعبي الساحلي، وعلى العكس من ذلك كان له فعل السحر في نفوس لاعبي الاتحاد مدني الذين أذاقوا الثغر المر. ٭ سكرتير اتحاد بورتسودان الأستاذ محمد جعفر كان في قمة التعامل الحضاري مع ضيوفه فمنح الاتحاد مدني فرصة المران ولم يقم بالتعامل معهم بسياسة لي الذراع على نحو ما فعل اتحاد الكرة في مدني عندما حرم هلال الساحل من فرصة المران على الملعب المقامة عليه المباراة. ٭ جمهور الكرة في بورتسودان كما شهدت بنفسي هو الآخر تعامل مع فريق الاتحاد بشكل حضاري ورياضي وظل يصفق للفريق عقب انتهاء المباراة وحتى عندما كان الاتحاد وجماهيره وأقطابه يحتفلون بصورة مفرطة في الفرح وبعض الاستفزاز! ٭ رغم الحراسة التي حاولت الشرطة أن تفرضها على بعثة الاتحاد إلا أنها أي الشرطة، لم تجد أدنى صعوبة في التعامل مع الجمهور لأنه كان يودع الاتحاد بالهتافات والتصفيق ولعل بعضهم كان يقول لم تعاملونا بشكل جيد ولكننا سنتعامل معكم بطريقتنا دون أي ردة فعل سلبية، وكان ما كان والرجل المهذب ورئيس نادي الاتحاد الأستاذ عبد الرحيم يشهد على ذلك. ٭ هناك إجماع على أن هلال الساحل دفع ثمن اهتزاز شباكه في الدقائق الأخيرة لمباراة مدني، دفع الثمن غالياً وغالياً جداً. ٭ ضربة موجعة للكرة في بورتسودان تلقتها بهبوط الهلال، ضربة أدمعت القلوب قبل العيون، وفي فرصة قادمة أورد بعض ردود الفعل الساخنة.