ولأن السياسة في بلدنا مكركبة بسبب (كركبة) الأحوال نفسها، فإن ممارستها أحياناً وممارسيها يدخلون في دائرة الغرائبية والبعد عن المنطق، بدلالة أن بعضهم وبعضهن منح مقاعد وزارية إن كان على المستوى الاتحادي أو الولائي، دون أن يكون مؤهلاً للمنصب والمقعد، ولو أن شروط القدرة والكفاءة مطبقة بحذافيرها لما وصل واحد من هؤلاء الى ما وصل إليه، لكن طيارة السياسة جاءت ببعضهم وبالجو ليحطوا في مطارات السلطة والنفوذ، ولعلي دائماً ظلتت أتندر أن بعضهم دخل بوابة الحكومة من باب المعارضة، وكانت معارضته فقط مرهونة بالمشاركة في الحكم، يعني لا علاقة لها بالمواطن في صحته أو ظروفه الاقتصادية، ولا علاقة لها بالدستور أو التشريع، وكل هدفه أن يصل الى كرسي وزير اتحادي أو وزير دولة، وبالعدم معتمد لواحدة من المعتمديات إن شاء الله(الحتة) مساحتها عشرة كيلو مترات، المهم يحمل في سيرته الذاتية أنه كان معتمداً من المعتمدين وإن كانت الحكومة قد غازلت بعضهم بمناصب سيادية أو وزارية لأنهم لوحوا وروجوا لأنفسهم بأنهم يمتلكون «ثقلا» سياسياً، فما الداعي لوجودهم واستمرارهم طالما أن هذا الثقل- على قلته- قد «قلّ واختلّ» وكدى أضرب لكم مثلاً بحزب الدقير- أقصد مجموع الاصلاح بالحزب الاتحادي الديمقراطي جناح الدقير- والذي ظل يشهد استقالات متتالية آخرها إعلان ثمانية من قياداته انسلاخهم من جناح الدقير مبررين ذلك بأنها خطوة تأتي في إطار انعدام الديمقراطية وغياب حكم المؤسسية داخل الحزب، وشددت المجموعة على أن الدقير هو الآمر الناهي والقابض، حتى في أمر المشاركة وبممارسة سياسة تغييب الديمقراطية وحكم المؤسسية داخل الحزب،، لهفي وحزني على الديمقراطية المفترى عليها، والتي أصبحت الوسيلة الأسرع والأضمن للوصول لمقاعد السلطة وهم لا يؤمنون بها ولا يمارسونها حتى على مستوى أحزابهم، فكيف يقدمونها طرحاً للشعب السوداني، أم أنها مجرد كبري للوصول لكراسي الحكم الوثيرة!! أعتقد أن بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة الآن ليس لها وجود في الشارع السوداني، ولا تمثل إلا أفراداً بعينهم اختزلوا غاية مطالبهم بوزارة اتحادية أو بالعدم ولائية، وسلملي على المبادئ وعلى الانحياز للمواطن السوداني. كلمة عزيزة لفتت نظري السكتة والهدوء المفاجئ الذي يصيب أولادي كل مساء جمعة، وهم يتحلقون حول جهاز التلفزيون في واحدة من الغرف في تجمع نادر الحدوث، وسألتهم ما الذي جذبهم جميعاً رغم الاختلافات الكبيرة في شخصياتهم وميولهم الفنية والأدبية، فأخبروني أنهم بلا استثناء يتابعون برنامج المسابقات التلفزيوني (ذا ڤويس) أو الصوت الأحلى على شاشة ام .بي. سي... وصراحة جذبني الفضول لمتابعة هذا البرنامج الذي لفتني أهم مافيه هو التطور الواضح في أصوات المشاركين من بداية أوائل الحلقات، وحتى حلقة أمس الأول، وهذا ما نفتقده للأسف في البرنامج الأشهر عندنا لاكتشاف نجوم الغناء ونجوم الغد، حيث لا يوجد توجيه حقيقي ولا حتى تدريب يغير من الطلة الأولى التي ظهر بها المشاركون.. بصراحة الفرق كبير بين ما نقدمه في فضائياتنا وما يقدمه الغير .. صحيح الفرق كبير في الامكانات لكن اللمسات الجمالية وشوية (شو) لا يكلف الكثير خاصة وكما لاحظت أن البرنامج يتم برعاية ثقيلة ولها وزن. كلمة أعز بعض القادمين من بورتسودان قالوا إن الدولار وصل الى سبعة جنيهات، وفي الخرطوم وصل سعره ستة ونصف.. أخي وزير المالية الجنيه السوداني مات وشبع موت متين حنشيل الفاتحة!!