اليوم يقرع في جميع أركان الدنيا الأربعة ناقوس إحتفالية اليوم العالمي بذوي الإحتياجات الخاصة ، المعاقين ، ووفقال لإحصائيات منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي فإن عدد المعاقين حول العالم يتجاوز المليار نسمة ، وأن نسبتهم في إرتفاع مستمر منذ سبعينيات في القرن الماضي ، طبعا كل دولة أو هيئة أو منظمة تحتفي بهذه المناسبة وفقا لمرئياتها ، وفي الكثير من الدول صدرت قوانين تجرم مناهضة المعوقين ، وفي الأممالمتحدة هناك معاهدة لحقوق المعاقين ، إلى غيرها من الفعاليات والأنشطة التي ترمم شرخ هذه الفئة ، لكننا للأسف نحن في السودان لا نعزز حقوق هذه الفئة وبدلا من تفعيل برامج خاصة للمعوقين فإننا ننظر إليهم نظرات الشفقة والذي منه ، وهي طبعا أقصد نظرات الشفقة أقسى من مسألة التمييز لأن المعاق في مثل هذه الحالات يعتبر نفسه غير كامل ما يوغر صدره تجاه المجتمع ويحبط ، ولا يمكن الإستفادة منه ، أذكر قبل فترة تواصلت مع شباب من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإكتشفت من خلال المداخلات معهم أنهم يعانون من نظرات الشفقة من الناس حتى من أسرهم ومن جيرانهم وزملائهم في العمل ، وجاء في إفاداتهم أن هذه النظرات تحبطهم إلى آخر مدى ، فمتى يا جماعة الخير ، نخلع ثوب التفكير البالي وننظر إلى هذه الفئة على أنهم بشر يمكن الواحد منهم أن يفعل الهوايل ويبدع إذا أتيحت له الفرصة ، المهم في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم المعاقين ، فإننا في السودان يحق لنا أن نحتفل بنوعيات أخرى من المعاقين فكريا ونفسيا ، نعم يا جماعة الخير يجب أن نصفق لهؤلاء ونحتفل بهم لأنهم ، يعملون بأيادهم وأسنانهم المو خمج لصالح رفعة السودان ، ودعوني بدون لف ولا دوران أفش غلي وحقدي الإبيض ضد أصحاب الإعاقات الفكرية والنفسية في السودان وهذه الكوكبة المبجلة أو بالاحرى المبرجلة يزيدون عن مئات الألوف ، ، نساء ، رجال ، ساسة ، إعلاميون ، فنانون ، شعراء ، رجال أعمال ، رياضيون ، وأفراد من كافة منظومة مكونات المجتمع ، طبعا العبد لله لا ينفي أنه واحدا من هذه الكورجة السودانية المعتبرة ، لذا فإنه يطلق صرخة من أجل تكريم هؤلاء وبصراحة في حالة تكريم هذه القبيلة المعتبرة، فإن السودان سوف يصعد إلى العلالي ، ويدخل ضمن منظومة الكبار ، على فكرة كم عدد المعاقين فكريا ونفسيا في السودان ، أتصور إننا من الدول التي تتمتع بشريحة معتبرة من هؤلاء القوم ويمكننا تصدير الفائض إلى دول الجوار وحتى إلى أمريكا ذات نفسها ، المهم كيف يمكننا أن نخرج من مصيدة المعاقين فكريا ، كيف نستطيع إستئصالهم من ديسك إتخاذ القرار في كافة مناحي الحياة ، إنه سؤال سيظل معوقا ، طالما أن هذه الكورجة المعتبرة تعوق الوطن وتكسر أجنحته ومجايفه .