في فترة سابقة وبدعوة كريمة من حكومة ولاية النيل الأبيض، شاركت في ملتقى تطوير الحكم المحلي الذي انعقد بمدينة ربك عاصمة الولاية.. وقد كان الملتقى في حد ذاته فرصة لنقابل قيادات إدارية من مختلف الولايات توصلوا فيه إلى رؤية التزمت حكومة النيل الأبيض بتنفيذها وقد كانت أيضاً فرصة لي لأتعرف عن قرب بشركة كنانة.. حيث أنزلتنا الولاية في أحد فنادقها الأنيقة داخل المجمع الرئيسي للشركة والذي يبعد عن ربك حوالي ربع الساعة بالعربة. ومن باب العلم بالشيء أنتهزت فرصة وجودي داخل ذلك المجمع الحضاري لكبرى شركات السودان.. فأخذت أتجول في أنحائه.. بدءاً بالمواقع الحضارية ثم السكنية وخدماته الاجتماعية.. إضافة إلى المصنع نفسه ومخازنه التي تحوي كميات هائلة من السكر بمختلف أنواعه.. إن شركة كنانة ومن خلال تلك المواقع قد حسستني أنها تمثل ركناً اقتصادياً واجتماعياً مهماً.. إضافة إلى مزارع القصب التي تغطي مساحات واسعة تماماً كما هو بالنسبة لمصنع عسلاية.. ومناسبة هذا الحديث هو قيام شركة كنانة بتأهيل عدد من المشاريع الزراعية بالولاية الشمالية.. مما أكسبها صفة القومية.. فهي الآن قد أصبحت مؤسسة اقتصادية ضخمة لا تحصر نفسها في مجال إنتاج السكر فقط وإنما تساهم في الاقتصاد السوداني بشتى صوره وأظن أن إداراتها مدركة لذلك.. فهي لا تتخلف عن أي مشاركات في مختلف المجالات. لقد علمت أن كنانة قد قامت خلال هذا الشهر الماضي بتأهيل عدد من المشاريع بالولاية الشمالية وحتى إن كان ذلك من باب الاستثمار بما يدر لها من الإيرادات.. إلا أنه يعتبر عملاً وطنياً قومياً.. إن إمكانات شركة كنانة قد تنوعت وأصبحت تملك ما يمكنها من إعانة الآخرين.. لقد أهلت الشركة مشاريع الكرفاب ومشروع البرصة وفي الطريق مشروع كنار الزراعي.. ولا أعتقد أن الشركة سوف تستثمر زراعياً أو تنتقل زراعة قصب السكر إلى هناك.. فلكل بيئة محاصيلها ولكنها تعمل على تأهيل تلك المشاريع.. فهذا ما يؤكد تفوقها وتوفر إمكاناتها أن مشروع الكرفاب رغم محدودية مساحة إلا أنه يعتبر مشروعاً رائداً تعتمد عليه مئات الأسر.. أما مشروع البرصة فهو يشمل خمس قرى هي البرصة والبار وأم درق والأركي والنافعاب.. ويتميز بمساحته الواسعة.. وقد سبقت شركة كنانة إليه شركة شريان الشمال التي أسسته في مرحلته الجديدة وقدمت له الكثير في البنيات الأساسية وتسلمته من بعدها شركة القواديس ولكن لبعض الظروف المرتبطة عادة بأهل الريف.. لم تواصل فظل المشروع يحتاج إلى المزيد من التأهيل حتى قفزت إليه كنانة وأكملت أعماله.. حيث فاضت المياه حتى وصلت لآخر قراه وهي قرية النافعاب.. وعلمت بأن برنامج الشركة يتضمن أيضاً تأهيل مشروع كنار وهو يضم قرى موره والتكر والسدر وكوري والركابية ويمتد حتى جلاس.. وتعتمد هذه القرى اعتماداً كاملاً على هذا المشروع والذي تأمل أن تواصل شركة كنانة أفضالها وإكمال جميلها بتأهيله. إن كنانة التي غطى سكرها الأسواق المحلية.. بل العالمية والإقليمية لهي اليوم أكثر تقديراً وهي تطوع آلياتها للمشاركة في بناء الوطن من خلال التنمية الزراعية وبمختلف مواقع السودان بعد أن قدمت مساهمتها في مجالات التنمية الصناعية التي أصبحت مفخرة.. إن الدعوة مقدمة لكل مؤسساتنا القادرة للمساهمة مع الآخرين في مجالات التنمية المتعددة. إن استغلال كل الموارد والإمكانات والمقدرات المتوفرة في أي موقع لبناء الوطن لهو الطريق الصحيح للاستمرار في التنمية. إن حلاوة سكر كنانة بمختلف أنواعه المخصوص والعام سوف يتذوقها أهل تلك المناطق عندما يحصدون محاصيلهم المعتادة من القمح والفول والطماطم والبغوليات وبذلك تتكامل حلاوة طعم بلح الشمال مع حلاوة سكر كنانة في تمازج فريد.