أمسية أمس الأول لبيت دعوة كريمة من زين لحضور ليلة في حب الوطن!! رغم المشاغل و ضغوط العمل «الصحفي» «الليلي» «الضاغط» كنت هناك في مسرح القاعة وسط حشود كبير جله من «الشباب»!! كانت الليلة اسماً على «مسمى» .. وكنا كما قال «إبراهيم» ليلتها دفئاً وطنياً و في حضرة وطن «محكر» في «الفؤاد ترعاه العناية»، وكنا في ليلة «محضورة» وتستند على «مجد» وثروة وطنية جعلت د. نافع علي نافع يبدو هادئاً في تلك الليلة ولا يتذكر المعارضة بخير أو شر ولكنه يصف الليلة بأنها أعجبته.. فهي حوت الترفيه والترويح والوطنية والتكريم للذين يستحقون التكريم. ويأخذه الزهو «الوطني» - وهو هنا ليس «زهو» الحزب - ليقول نحن السودانيين متميزون على كافة شعوب الأرض والسوداني أينما حل هو محل التقدير واللقاء وهو «حلال» المشاكل!! ü ضجت القاعة بالهتاف الداوي الذي يصم الآذان، وأعلام السودان ترتفع فوق الأيدي الشابة ومجذوب أونسة ينشد رائعة إبراهيم رجب وسيد خليفة «يا وطني يا بلد أحبابي» ، ولسان الحال يقول لازال الليل وطناً جميلاً داخل مسرح القاعة، ويلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات!! لقد كانت مشاعر قوية والمكان يضم عدداً من النواب الذين شهدوا لحظة إعلان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان، جلسوا في الصفوف الأمامية تحفهم أنفاس الزمن القديم وصدى ذكرى رفقاء لهم من جيل الاستقلال رحلوا وما استبقوا شيئاً من وطنية وفداء!! وجلست في الصفوف الأمامية أسر أبطال رحلوا، وجلست «السريرة» وحكت للحضور من جيل الشباب كيف «صممت» و«صممت» أول علم لاستقلال السودان من كراسة ابنها الصغير وأحباره!! ü ومضت ليالي الاستقلال وغنت «فهيمة» وهي ترتدي ثوب «حواء الطقطاقة» الموشى بعلم السودان وأنشدت رائعة «إبراهيم عوض» «أحب مكان وطني السودان» واحتشد المسرح بوشاحات التكريم وبروائع الأغاني الوطنية في الفؤاد ترعاه العناية وعازة في هواك وسوداني الجوة وطبل العز ويا روعة المشهد!! ü خرجنا من القاعة وليس كالخروج الذي عناه شاعر الملحمة والشارع سار وغضب الأمة اتفجر نار وهزمنا الليل وهزمنا الليل. ü قلت لنفسي وأنا أخرج من القاعة وشارع النيل يبدو بارداً ومظلماً وخالياً من المارة، تساءلت إلى متى يمتد ليل الوطن الحزين الباكي؟ ومتى نحقق حلم ليلة الاستقلال.. ما أبعد المسافة بين الأحلام والواقع والحال البائس الآن!!