بدأ السودان شكله الحالي منذ دخول العثمانيين للسودان عبر مصر في العام 1821، حيث ضمّ محمد على باشا اجزاء من السودان إلى الدولة العثمانية. واستمر الوضع على ماهو عليه حتى قاد الامام محمد أحمد المهدي ثورة ضد الحكم التركي ونجح في طردهم من السودان، معلنا بذلك قيام الدولة المهدية في العام 1885 وتعتبر هذه أول دولة وطنية في السودان في التاريخ الحديث. واستمرت المهدية حتى دخول الإنجليز الذين كان يصحبهم المصريون في العام 1898، وتم التوقيع على اتفاقية سميت باتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، والتي نصت على الغاء نفوذ العثمانيين على السودان وأن يكون الحاكم العام للبلاد من بريطانيا العظمى. قامت بريطانيا برسم حدود السودان بما يتماشى مع مصالحها، لكن الاتفاقية منعت دخول قوى أخرى ومنافستها في السودان مثل بلجيكا وفرنسا ثم نشات ثورة في ريفي المحيريبة بوسط السودان (منطقة الحلاويين) بولاية الجزيرة عام (1908م) كامتداد للثورة المهدية بقيادة عبدالقادر ود حبوبةولكن الإنجليز تمكنوا من الفبض على ود حبوبه وجرى إعدامه والقضاء على ثورته. عندمااحتل الإنجليز السودان لم تكن مملكة الفور ضمن المناطق التي سيطروا عليها في الفترة الأولى من حكمهم وكان السلطان على دينار من أنصار الثورة المهدية وقد رجع إلى دارفور وانتظم في حكمها حتى هاجمة الإنجليرحيث قاتلهم حتى هزموه عام (1916م) وقضوا على سلطته وضموها إلى حكمهم . في العام 1921 ظهرت حركة وطنية تدعو للإستغلال سميت ب «اللواء الأبيض» ، وتسارعت خطواتها لتتكلل بثورة ضد البريطانيين، ومؤيدة للمصريين، وكان قائدها الضابط علي عبدالطيف. وتعتبر هذه الثورة الشرارة الأولى للكفاح من أجل الاستقلال. وقد أتهم المصريون بتدبير هذه الثورة، الشيء الذي أدى إلى سحب القوات المصرية من السودان وتولي بريطانيا مسؤولية حكم السودان منفردة في العام 1930 قامت بريطانيا بفرض سياسة فصل الشمال عن الجنوب بجعل المنطقتين تداران بصورة منفصلة. وفي هذه الأثناء، استمرت الحركة الوطنية في الشمال وكان يحيي نارها المصريون بينما ظل الجنوب معزولا. وفي العام 1936 كانت هناك تنازلات من قبل الحكومة البريطانية حيث سمحت بقيام مجلس استشاري في الشمال لتقديم الاستشارة للحاكم العام. في الفترة ما بين 1940- 1945 ظهر تنظيم « مؤتمر الخريجين » ، وقد مارس ضغوطا على الإدارة البريطانية بان تفتح البلاد للسفر للجنوب بحرية لتمكينه من اللحاق بالشمال في مجال التعليم والتنمية. في العام 1948 قامت أول هيئة تشريعية في السودان مثل الجنوب فيها 13 عضوا، كلهم معينون، وهذه كانت بداية وجود حكومة ممثلة وأول خطوة نحو الاستقلال. وفي العام 1954 تم التوصل مع إدارة الحكم الثنائي لاتفاقية تم الاعتراف فيها بحق تقرير المصير للسوادن، وأجريت أول انتخابات عامة في السودان في العام 1954. فاز حزب الإتحادي الديمقراطي المتحالف مع طائفة الختمية والمدعوم من مصر بأغلبية في البرلمان، وأختير إسماعيل الأزهري كرئيس لوزراء السودان. وفي 19 من ديسمبر من العام 1955 صوت البرلمان بالإجماع لصالح استقلال السودان، وفي الأول من يناير من العاام 1956 أصبح السودان دولة مستقلة وأنزل العلم المصري والإنجليزي ورفع العلم السوداني مكانهما.