من الضروري والممكن إزالة التلوث البصري بالعاصمة القومية الخرطوم.. وأعني بذلك، حالة عين الناظر أثناء المشاهدة بالطريق العام، والأسواق، ومواقف المواصلات، وطرق العيادات، والمستشفيات العامة، والخاصة، والحدائق العامة، والإضاءة بالطرق الكاشفة والملونة، ولافتات المحلات التجارية، وملصقات الإعلانات الورقية، ولافتات القماش على الأعمدة والأماكن السيادية، وإعلانات البصات والحافلات في مداخل الكباري والمنحنيات، مما يزيد من التلوث البصري وطريقة العرض الخارجي للمحلات التجارية، وأرصفتها وأبواق مكبرات الصوت بالأسواق الشعبية، وعرض اللحوم في الهواء الطلِق وحوله الذباب والغبار، والغازات المنبعثة من عوادم السيارات، والأعلام التي مضى عليها الزمن وهي معلقة على الأعمدة، والوزارات السيادية عبثت بها عوامل التعرية من غبار وأمطار ورياح.. ونُعلم السيد الوالي أن حكومتكم اهتمت اهتمام زائد بإنشاء الطرق الجديدة وسفلتتها وإنشاء شارع النيل بأم درمان، وتوسعة شارع النيل بالخرطوم وامتداداته، والصرح الكبير -مدينة السنط بالمقرن- والكباري الطائرة والمصارف والصرف الصحي وتحديث تقاطعات الإشارات الضوئية.. فهل من قانون محلي رادع يراعي الذوق والجمال، ويمنع التلوث البصري لعاصمتنا الخرطوم، ومن الضروري والممكن تحديد لافتات بأماكن محددة توضع عليها الإعلانات الورقية؟ وهل بالإمكان والضروري إنشاء وحدة مصغرة واجبها إزالة التشوهات ومتابعة الإعلانات القديمة ونزعها من مداخل الكباري وطريق الزائر من المطار إلى داخل العاصمة؟ وهل من الضروري عقد ورش عمل بمحليات الولاية لغرس الروح الجمالية والحضارية لدى المواطن مع تقسيم المحليات لقطاعات وتعيين أفراد من الذين يكنون الحب للعاصمة والوطن بمساندة اللجان الشعبية، وعمل منظومة للبلاغات الفورية لأي تعديات تؤثر على النظام العام.. والكل يحبون العاصمة التي حباها الله سبحانه وتعالى بشتى أنواع الجمال، أنهار تجري.. والتي كتب عنها الدكتور محمد حسين هيكل نثراً.. وقال: إن أنهار الخرطوم تضارع في جمالها أنهار المدن الأوربية، وذلك عندما زار السودان في بداية الأربعينات، أنهار تجري وتلتقي في تمازج فريد بالمقرن، ولا نجد مثالاً لذلك في العالم أجمع، ومن الضروري والممكن أن نجعلها جنة رضوان رشيقة جميلة أنيقة ساحرة جاذبه حضارية.