يمثل الشباب مستقبل المجتمع ويمثلون الفئة المنتجة اقتصادياً، والقوة الدافعة والمحرك في مراحل التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ولذا تعاظم الاهتمام بهذه الشريحة التي يعول عليها كثيراً.. وادراكاً بهذا الدور أجرى مركز دراسات المجتمع «مدا» في العام 2006 دراسة بعنوان مشاركة الشباب في العمل السياسي والاجتماعي باختيار عينة من الشباب بولاية الخرطوم وسط الفئة العمرية من «15-40» سنة مع مراعاة عدد المعايير تمثلت في التفاوت في العمر والمهنة والسكن والمستوى ومستوى التعليم. وخلصت نتائج الدراسة التي شملت المفاهيم الأساسية والمصطلحات كمفهوم الشباب والمشاركة الاجتماعية والسياسية والتنشئة السياسية والاجتماعية بجانب التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية منذ ثورة 1924 والتي تعتبر أول مشاركة سياسية للشباب من أجل التغيير السياسي والاجتماعي في تاريخ السودان الحديث إضافة إلى فضاءات المشاركة الاجتماعية والسياسية التي تمثلت في المنظمات الطوعية والأندية الثقافية ومراكز الشباب والتنظيمات الشبابية المختلفة واللجان الشعبية والأحزاب السياسية، وتضمن هذا الفصل لدور سائل الاعلام في توجيه الشباب والتوعية بالبرامج المجتمعية ومشاركة الشباب في العمل الاجتماعي إلى أن المشاركة الاجتماعية والسياسية ضعيفة جداً و70.5% ضعف علاقتهم باللجان الشعبية بجانب التدني الواضح في نسبة الشباب المنتمين للعمل الاجتماعي، حيث مثلت نسبة المشاركين في العمل الطوعي عبر الروابط الطلابية 29.5% مشيرة لإبداء عدد كبير من الطلاب استعدادهم للعمل ولكن لم تتح لهم الفرصة لعوامل سياسية وتنظيمية. وقالت الدراسة إن 38% يعتقدون أن عمل اللجان الشعبية يغلب عليه الطابع السياسي أكثر من كونه طوعي وعدم اتصاله بتقديم برامج تتصل بمصالح الشباب في الأحياء. واوضحت ان النسبة الغالبة من عينة الدراسة 65% ليست لديهم المام بكيفية الانتساب للمنظمات أو عدم الإعلان عن نفسها وبالتالي تصبح منظمة صفوية أو مغلقة على فئة معينة وقالت بالرغم من ان هناك 48.5% من الشباب لديهم اهتمام ومتابعة للقضايا السياسية ولكن ليست لديهم مشاركة سياسية حقيقية أو مباشرة في الحياة السياسية العامة من خلال الانتماء للاحزاب السياسية واوضحت الدراسة أن نسبة المنتمين لهذه الأحزاب يمثلون 52.5% فقط و53% يعزون عدم الانتماء الحزبي خوفاً من الاعتقالات والملاحقة والتصنيف الذي يقوم به شباب الحزب الحاكم في الأحياء، بينما يرى البعض أن لا جدوى من الالتزام الحزبي عازين ذلك لعدم تقديم الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة لبرامج حقيقية تتناول قضايا الشباب وعدم قيامها على النهج الديمقراطي. وكشفت الدراسة أن نسبة المشاركة في الانتخابات الطلابية 42% واعتقاد معظم الطلاب بأن الاتحادات ليست جاذبة في طرحها واإنما هي موجهة لخدمة السلطة، والعزوف والحذر من الانتماء للمؤسسات السياسية بسبب ان هذه المؤسسات أصبحت حكراً على شباب الحزب الحاكم، ويرى 41% أن هذه المؤسسات لا تخدم المصالح العامة للمجتمع وإنما أنشئت لخدمة اأغراض الحكومة ووفقاً لبيانات الدراسة فإن دور الأسرة أصبح ضعيفاً في توجيه الأبناء للانتماء لحزب سياسي معين وإقرار 16% بهذا الدور، بينما يرى 13.5% أن للأصدقاء وجماعة الرفاق دور في التشجيع على الانتماء السياسي. وأوصت الدراسة بمراجعة المباديء التنظيمية لمؤسسات العمل الاجتماعي وهياكل الأحزاب السياسية لتنبي معايير الإدارة الراشدة لبرامجها وأنشطتها من أجل تحفيز الشباب للمشاركة المجتمعية والسياسية وتعزيز دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية والأسرة المدرسية والأندية الشبابية و وسائل الإعلام لتحفيز الشباب على المشاركة الاجتماعية والسياسية وإثراء معارف الشباب بالقضايا السياسية والحقوقية عبر المنابر الإرشادية وورش العمل والتدريب وغيرها من وسائل بناء قدرات الشباب لقيادة التغيير في المجتمع وتبني أجهزة الإعلام لبرامجها إعلامية وثقافية وإبداعية للترويج للمشاركة السياسية والاجتماعية على المستويين المحلي والقومي.