نقصد بأصحاب الدماء الزرقاء، كل أبناء الهلال الأوفياء، في الإدارة أو الملعب أو النادي أو المقصورة، أو المساطب، أو حتى أولئك الذين أصبحوا يشجعون «من منازلهم» مثلي ومثل غيري. أما تسمية أصحاب الدماء الزرقاء فهي للتميز في الوسط الرياضي، ولا نريد القول بأنهم من سلالة أخرى، أو أنهم أعلى مكانة وأجلّ قدراً من غيرهم، لكن التسمية جاءت من لوني شعار الهلال «الأبيض والأزرق» مثلما جاءت تسمية فريق «المريخ» بالشياطين الحمر انطلاقاً من أرضية شعاره الحمراء والصفراء. هدأت الأنفاس داخل وخارج النادي الأزرق، وزالت التوترات، وأخذ الهدوء يعود إلى نفوس المشتجرين المختصمين، الذين تسببت قضية شطب الكابتن «هيثم مصطفى» واللاعب «علاء الدين يوسف»، واللاعب «سادومبا» في تفجير الخلافات بين المجموعة المؤيدة لرئيس نادي الهلال السيد الأمين البرير ومناصريه، وبين مناوئيه ومعارضيه ومخالفيه في خطوات الشطب. الحكمة الهلالية تدخلت بعد أن حمي الوطيس واشتدت الحرب بين الطرفين، وجاء القطب الهلالي الكبير أشرف سيد أحمد «الكاردينال» - مثل رجل الإطفاء - في الوقت المناسب ليمنع اشتعال نيران الخلاف من أن تمتد لتأكل «الأبيض» و «الأزرق»، وقد وجد سنداً و وعياً وتفهماً من الأستاذ الطيب حسن بدوي، وزير الشباب والرياضة في ولاية الخرطوم، الذي منح الكاردينال الضوء الأخضر للتحرك والتدخل واحتواء الأزمة.. وقد كنتُ شاهداً على ذلك بداية الأسبوع الماضي، ونحن داخل منزل السيد موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية، الذي كان يحتفل بعودة الكاردينال معافى بعد رحلة علاجية استمرت لسبعة أشهر أجرى خلالها عملية نقل وزراعة كلية في أحد المشافي اللندنية. في تلك الليلة كان وزير الشباب و الرياضة الاتحادي السيد الفاتح تاج السر، والدكتور أسامة سيد أحمد والمهندس أمين كباشي عيسى وآخرون، وطرح السيد أشرف سيد أحمد حسين «الكاردينال» مبادرته بحل الأزمة، وقال إنه يضمن قيام انتخابات حرة ونزيهة لتكملة مجلس إدارة الهلال، وقد بارك السيد الطيب حسن بدوي المبادرة وطلب أن يهتم بها السيد مساعد رئيس الجمهورية، وأن يرعاها الوزير الاتحادي، وطلب إليّ أن أساند مبادرة الكاردينال وأن أكون جزءاً منها وصولاً للحل، لكنني آثرت أن أتخذ موقع المتفرج إذ تحركات الكاردينال لا تُجارى ولا تُبارى وهو رجل معروف الانتماء والولاء، وله أثر وتأثير على كل الأطراف، بينما صاحبكم - العبد لله - يكتفي بتشجيع «اللعبة الحلوة» داخل نادي الهلال، وله تجربة في عضوية مجلس إدارة أحد الأندية الرياضية - الآن في الدرجة الأولى - جعلته يحرّم على نفسه الدخول في شبكات الأندية ومجالس إداراتها حتى لا يتأمل بعد ذلك في الخروج. أشفقت على أخي وصديقي «الكاردينال» وعلى مبادرته، لكنني كنت متأكداً من أنها ستجد طريقها بين الناس، وستصل بالجميع إلى محطة الحل للاهتمام الذي وجدته والرعاية التي توفرت لها، وقبل هذا وذاك عزيمة الكاردينال وإرادته القوية ونسبة اللون الأزرق العالية التي تجري في عروقه البيضاء. نجاح مبادرة الكاردينال هي أول خطوة صحيحة لإنقاذ الهلال، وهي الخطوة العملية لأن يتولى رئاسة نادي الهلال في أول انتخابات «حرة» ونزيهة.