يقال في الخطاب العامي فلان ناموسيته كحلي ، بمعني أنه نائم في العسل وضارب الدنيا بالجزمة وكسول إلى آخر مدى وغير مهتم بما يحدث حوله من وقائع ومصائب ، بحمد الله وجلت قدرته كل حراك في السودان نامسيته كحلي ، في الشأن السياسي ، الإقتصادي ، الإجتماعي ، الإعلامي ، الوظيفي ، وحتى على مستوى الأخلاق والعلاقات الشخصية ، وعلي ما يبدو إننا سادة لا يشق لنا غبار في هذه المسألة الكحلية ، حكاية الناموسية الكحلي سطعت في دماغ العبد لله وهو يطالع آخر تقرير صادر عن المعهد الدولي للصحافة في فيينا ، مغزي الحكاية أن التقرير تضمن أن العام المنصرم 2012 م كان الأسوأ بالنسبة للعاملين في الكار الإعلامي على المستوى العالمي منذ العام 1997م لأن الصراعات أودت بحياة 132 صحافيا أثناء ممارساتهم مهامهم ، والشيء المضحك والذي يؤكد أن تقرير المعهد الدولي للصحافة مصاب بالضبابية وناموسيته كحلي هو أنه لم يتطرق إلى بعض الدول مثل السودان وزيمبابوي ومينمار من قريب أو بعيد ، وجاء في التقرير الكحلي أن باكستان والبرازيل والمكسيك والصومال وسوريا تعد من اخطر الدول بالنسبة للصحافيين وكيف أن سوريا وحدها شهدت في العام المنصرم مقتل 31 صحافيا وما زال الحبل على الجرار طالما أن بشار أسد المدعوم من سيئة الذكر إيران ومن الدب الروسي يفرد عضلاته الدموية ويحصد المئات يوميا بآلته الجهنمية ، أما على مستوى القيود في مجالات العمل الصحافي فتطرق التقرير إلى عدد من الدول منها الولاياتالمتحدةالامريكية ، نعم أمريكا ولا غيرها ومصر والأرجنتين وكوبا والإكوادور والصين والنبيبال واسرائيل ورسيا البيضاء وبريطانيا واليونان وروسيا ذات نفسها ، لكن الشيء المضحك جدا والذي يجعل الإنسان يكركر حتى تصطك أسنانه وربما تتدشدش أضلاعه من الضحك أن تقرير المعهد لم يتطرق من قريب أو بعيد إلى ظرفيات العمل الصحافي في السودان ولا إلى حقل الإعلام في زيمبابوي ، من هنا دعونا نبصم بالعشرة والعشرين أن تقرير أصحابنا في المعهد الدولي للصحافة ناموسيتهم كحلي ونائمين في العسل المر ، أو أنهم لا يمتلكون أي معلومات عن كار الصحافة في السودان وما يحدث فيه بين الحين والآخر ، فضلا عن ظرفيات مصادرة بعض الصحف التي تتعدى الحدود حسب منطوق الرقابة ، على فكرة قال صاحبي الصحافي العتيق وأبو لسان مفلوت والذي يعيش منذ سنوات طويلة في الغربة أن السودان بجلالة قدره ربما إستخدم الكجور أو الدنبوشي كما يطلق عليه في الخليج وبهذه الطريقة الإحتيالية إستطاع أن يفلت بجدارة من تقرير المعهد الدولي للصحافة الدولي ، المهم ليس تقرير المعهد الدولي للصحافة وحده مصاب بجرثومة الناموسية الكحلي ، الكثير من الزعامات في السودان مصابة بهذه العاهة اللعينة ، ويعيشون في الدهليز الكحلي ولكن إلى متى .. الله وحده أعلم .