في ورشة نشر ثقافة تيسير الزواج التى اقامها قبل ايام الاتحاد الوطني للشباب السوداني بفندق قراند هوليداي فيلا بالخرطوم حضر الامام الصادق المهدي للورشة بمعنويات عالية وجلس علي المنصة بجوار الوزيرة اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي والاستاذ حسب الله امين الصندوق الخيري لمساعدة الشباب علي الزواج وعندما افسح له المجال للحديث اجزل في شكر حسب الله واميرة وقال انهما يريدان الراي الاخر ولهذا تمت دعوتي ثم امسك بورقة اعدها حول الموضوع وتم توزيعها علي الحضور الذي كان بينه عدد من قيادات حزبه ورموز اعلامية واجتماعية وعدد من الشباب اغلبهم ممن لم يتزوجوا خاصة الفتيات وبدأ المهدي تبرير وقفته امام حضور منشط اتحاد الشباب الوطني انه يقدر مهما اختلفت الرؤي السياسية فهذه قضية اجتماعية وانه يريد ان يتحدث عن الوحل الاجتماعي الذي نحن عليه ومضي المهدي في كلمته التي حولها الي ورقة للحديث عن اهمية الزواج وقدم اجتهادات حول الزواج بين الواجب والواقع في التزاوج بينهما وعرج للزواج المؤقت وقال في دفاتر الاسلام اشارة للزواج المؤقت وفي هذا الصدد تعجبني مقولة امكانية تنازل الزوجة عن المسكن وعن النفقة والمهر ان ارادت وهو نكاح التعويض وهو جائز ويفسرون به قوله (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) اي فيما زدتم لهن او اسقطت لكم عن طيب نفس ثم انتقل الي الحديث عن الواقع الاجتماعي المتعلق بامر الزواج والذي وصفه بالمأساوي وقال ان نسبة المتزوجين من الشباب في الفئة العمرية من 18 -40 عاماً لا تزيد عن 25% دون ان يذكر مصدر في هذه النسبة وثم اخذ يتحدث عن الماضي بقوله ان جيل والدتي لم يكن هناك الطلاق بينه موجوداً اما جيلي فقد كان الطلاق نادراً للغاية إلا انه في جيل ابنائي اي الشباب اليوم فان نسبة الطلاق عالية ونجد ان نسبة الذين يتخذون اخداناً من شبابنا عالية وهي كذلك في زيادة مزعجة وان الشابات اللاتي يفقدن العذرية متزايدة وقد نشأت سوق جراحية للترميم ونسبة الاطفال مجهولي الابوين تسجل المايقوما نسبة عالية جداً في البلاد لا سيما العاصمة كما نشأت سوق للاجهاض كبيرة وتزايدت نسبة الاصابة بالايدز كما تزداد نسبة العنف بين الشباب وبعد هذا النقد والتشريح الذي جاء به الامام اخذ يتحدث عن شروط الاستقرار الذي قال عنه ان هناك عوامل كثيرة تحول دونه اذا لم تعالج لن نبلغ المنشود مشيراً الي انهم احصوا تكاليف الزواج المطلوبة لاسر عادية فوجدوا الحد الادني ما بين 10 -15 مليون جنيه وهذه في تقديره تحول دون زواج الغالبية ثم ذهب الي ثقافة الانصار للتاكيد علي انها اتجهت بقوة للحد من تكاليف الزواج بالقانون المطبق بصرامة وبذلك نطقت منابر الامام المهدي وتغني المداح المهدي جاء من دنقلا قال (الفتاة بي فد ريال والعزبه بالفاتحة) وفي المرحلة الثانية من المهدية طبق الامام عبد الرحمن بصورة حازمة زواج الكورة والذي كما قال له اثر اجتماعي كبير صورته المادحة (ود المهدي ينصلح دوقنا بوخة الطلح) ولكن صار الموقف عندنا الان ان الاطراف المعنية تعقد بمهر اسمي ولكنها تصرف علي الزواج نفقات باهظة مما جعل فوضي المجتمع السوداني كبيرة وصارت الزيجات تكلف ثروات يتباري الناس في نوع كروت الدعوة وصارت الافراح والشيلة وزي العروس في حالة من السفه الاجتماعي تساهم في رفع مستوي التطلعات وبالتالي زيادة المتاريس امام الزواج . وانتهي المهدي في ورقته الي ان ما سيقوم به صندوق تسيير الزواج لن يحل مشكلة لان نسبة المعالجة ستكون قليلة بالنسبة لمجموع السكان ولم يكتف بذلك بل ذهب الي الحلول ويري في حلوله ضرورة وجود اجتهاد جديد لزواج ميسر ليس بديلاً للزواج ودعا الي مراجعة حقيقية لتوزيع الثروة والدخول بين جهات السودان المختلفة وهجمه علي العطالة بمشروع تمويل المشروعات الصغيرة يستهدف كل العاطلين مع تميز قصدي للمناطق الاقل نمواً والتي تعاني الحروب في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق باعفاء طلابها من الرسوم الجامعية وتمييز خريجيها ايجابيا في توزيع فرص العمل اما فيما يتعلق بالسكن فلا مفر بحسب اعتقاده من خطة تخرج من تخطيط المدن التقليدي وتوزيع اراضي السكن بصورة مفتوحة قبل توفير الخدمات علي ان يخطط ذلك مستقبلاً لكن المهم ان ينال كل طالب او طالبة حظاً سكنياً يقيم فيه ما يستطيع من مأوي يقدم لهم المستطاع من خدمات في مراحل . حاشية: هذه الورقة التي لخصتها تفتح باب حوار مع السيد الامام الذي قيل جاء يتحاور مع الشباب وهاجم الزيجات التي تتم في المجتمع ووصفها بانها تشكل حالة فوضي كبيرة واعتبرها بحسب قوله حالة من السفه الاجتماعي وقلل من دور صندوق تيسير الزواج في حل المشكلة للفقراء واستشهاده بزواج الكورة في المهدية كحل من حلول المهدية ومطالبته باجتهاد جديد لزواج ميسر لم يقدم له تصوراً للشباب الذين جاءوا للورشة ثم قارن بين الزواج زمان زواج والديه في زمانهم وزواجه هو في زمانه وزواج ابنائه في زماننا هذا ومعلوم ان كل شيء يتغير حتى احلام الناس التي هي في السابق ليست الان ولا طموحاتهم فالغلاء في العالم الموجود اليوم لم يكن في الامس والزواج سيدي الامام امر قناعات فهناك الان من يتزوج بالفاتحة ويقيم بقدر استطاعته وهناك من يتزوج بالملايين, الامر يبقي للحوار مفتوحاً سيدي الامام ويا شباب السودان افتحوا الورشة لمزيد من الحوار واسمعوا لجيل اليوم في حوار هادئ وموضوعي .