17يناير يوم الرحيل المر الرحيل المر هكذا ابتدرت التشكيلية سلوى يعقوب الحديث والدموع تملأ مقلتيها .. رحل عنا فنان الشباب الأول صاحب الحنجرة الذهبية .. الفنان الإنساني .. ومن المصادفة أن يكون يوم رحيله مصادفاً لذكرى رحيل المبدع الرائع مصطفى سيد أحمد 17 يناير .. اللهم أرحم محمود عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .. والعزاء لأسرته الكريمة ولكل الفنانين وعموم الشعب السوداني ..إنا لله وإنا إليه راجعون وحقا اليوم المشهد محزن في مطار الخرطوم ..اصابني الذهول لوقع الخبر برغم ترقبنا رحيله هكذا عبر الصحفي فايز السليك وقال وانا أعد كلمات عن الراحل مصطفى سيد أحمد جاءني خبر رحيل فنان آخر، محمود عبد العزيز، لهما الرحمة ولكل الجميلين .. وردي، حميد، نادر، بلادي يرحل جميلون لكنهم يبقون فينا .. وهي سنة الحياة .. ومحمود هذا الفنان « الظاهرة « برغم ترقبنا رحيله ، إلا أن الحزن يعتصرنا .. وكما كنا متوقعين الخبر لكن برضو « صابنا الذهول « نيل يمنح الحياة: بينما وصفه الصحفي محمد غلامابي بالنيل وقال أسَاسَاً لَنْ يَمُوت النّيِل.. لحزن فينا كائن يمشي على رجلين.... لكن مامنحه الحوت للناس يوازي مايمنحه النيل من حياة.... لن يسكت الرباب أبدا ياصديقي.... سيشق صوته الحياة حيا وميتاً... لأنه رجل جاء إلى الحياة ليمنحها شيئا من الجمال.... له الرحمة والمغفرة بقدر ما أسعد هذا الشعب.... محمود مادح رسول الله لم يقلد غيره من الفنانين واحيا الحقيبة هكذا بدأ الصحفي الأستاذ نشأت الامام وقال كان محمود استثنائياً في كل شيء محمود بالأداء فقط.. لم يكن شاعراً أو ملحناً.. بل مؤدياً بامتياز، استطاع أن يزحزح عمالقة الطرب، ويحجز مكاناً متقدماً في ذاكرة الوجدان السوداني.. كان يؤدي كل الأغنيات باحساسه هو.. تغنى باغنيات الحقيبة، واغنيات كبار الفنانين، لكنه لم يقلد أحداً، بل قدمها وفق رؤيته ومنهجه، واسلوبه الخاص.. بل الخاص جداً..نعم.. كان استثنائياً في كل شيء.. صوته.. شكله.. ملبسه ومشربه.. علاقاته وكل ما يمكن أن يمارسه أو يقوم به.. كان يشبهه هو وحده لا غير..حينما بدأ يمدح الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، سألته في حوار صحفي عن ذلك، فقال: (ليس في الأمر غرابة، خصوصاً وأني أنتمي لأسرة صوفية، وربما عرفت مغنياً أكثر مني مادحاً لكن ربما حان الآوان لكي ما أقدم ما عندي، ابتعدت لفترة عن المديح النبوي، لكني الآن أحس بأني أحب أن أفعل ذلك كثيراً).. نعم كان يحب ذلك كثيراً، ويحكي عن ذلك كل طاقم اذاعة الكوثر وقناة ساهور، على أنه كيف كان يصبر على عنت التسجيل ويتابع المونتاج ويرفض أن يتقاضى اجراً.. ويقول: (يا اخوانا دي محبة في الرسول).. وبعبرة يواصل نشأت حديثه أعتقد أن محمود كان يحس أن ايامه معدودات، وسنواته محدودات، لذا كان يبذل جهده ووقته ونفسه للفن..؟ وأتساءل: كيف بالله تسنى لهذا النحيل الجميل أن ينجز أكثر من مائة وخمسين أغنية، لم تتوارى احداها طي النسيان..؟ كيف استطاع أن يقدم هذا الفيض الجارف من الأغنيات العِذاب التي نصبته سلطاناً في الأفئدة، وهو في هذه السن المبكرة قياساً لما قدمه من خلالها..؟ محبة الناس هبة من الله، يهبها لمن يشاء من عباده، ومحمود أحببناه وهويناه.. ونسأل الله أن يشمله بمحبته ورحمته ومغفرته..