حذرت القوى السياسية من خطورة إحالة ملف القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان إلى مجلس الأمن الدولي، واعتبرت في الوقت ذاته فشل وفدي البلدين في التوصل لاتفاق لتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية مؤشر لإحالة الملف لمجلس الأمن، ونبهت لخطورة تداعيات انهيار مفاوضات أديس أبابا الأخيرة على العلاقة بين الخرطوم وجوبا، لافتة النظر إلى أن ذلك يقود للتصعيد وتكون نتائجه كارثية خلال المرحلة المقبلة، ودعت في الوقت ذاته لأهمية مشاركة القوى السياسية في التفاوض حول القضايا الإستراتيجية للوطن لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وشدد يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي في حديثه ل(آخر لحظة) أمس على ضرورة حل القضايا العالقة بالحوار والابتعاد عن الحل العسكري، وقال إن فشل المفاوضات نقطة سالبة في العلاقة بين السودان وجنوب السودان، مؤكداً على أهمية أن تكون هناك حلول مرضية للطرفين من أجل مصلحة شعبي البلدين. ومن جانبه قال الدكتور ربيع عبدالعاطي- عضو القطاع السياسي للمؤتمر الوطني إنه لا خيار أمام الأطراف غير تنفيذ الاتفاق، وأشار إلى أن انهيار المفاوضات بأديس أبابا سببه دولة الجنوب، مشيراً لوجود خلافات حادة بين قياداتها في القضايا المطروحة، ودعا حكومة الجنوب لترتيب بيتها من الداخل والشروع في تنفيذ الاتفاق فوراً، مؤكداً أن حكومة السودان ليست طرفاً في فشل المفاوضات. وفي السياق أرجع كمال عمر عبدالسلام الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي فشل جولة المفاوضات إلى عدم استفادة الحكومة من دروس وعبر الانفصال الذي قال إنه تم بطريقة خشنة، وقال إن مآلات ذلك كان لها تأثير على ملفات الترتيبات الأمنية، وحمل الحكومة مسؤولية الانهيار الذي اعتبره نتيجة حتمية لأن الإرادة السياسية التي تعزز العلاقة مع دولة الجنوب غير موجودة، وتوقع عبدالسلام بانتهاء قمة البشير- سلفاكير المرتقبة حول الملفات العالقة وتنفيذها، إلى لا شيء، منوهاً إلى أن الحكومة متمسكة بالترتيبات الأمنية وفك الارتباط، وزاد كان ينبغي أن تتعامل بمرونة مع ملف النفط، وأضاف لكنها تراعي مصلحتها في السلطة وليس مصلحة الشعب في الاقتصاد. ومن جهته طالب بشارة جمعة أرور- الأمين السياسي لحزب العدالة الحكومة بضرورة إجراء حوار مع الجبهة الثورية ككتلة واحدة وليس تفاوضاً عبر مجموعات أو فصائل، وقال إن هذه الخطوة تضع الجنوب في المحك الحقيقي وتنتهي من مسألة الحرب، وأبان أنه لا يمكن تنفيذ الاتفاق في ظل وجود الحركات المسلحة المناوئة لكل طرف، وأشار جمعة إلى أن التفاوض بين الدولتين هو أقرب للاستكشاف والتكتيك ليتعرف كل طرف على طلب الآخر وقال لكن هذه الخطوة تلقي بظلالها، مشيراً إلى أن الآثار المترتبة عليها قد تؤدي إلى مشاكل بين الطرفين يصعب الوصول إلى حلها.