كشف تحالف المعارضة عن مخطط وصفه بالخطير، تقوده دولة الجنوب ضد السودان، مشيراً إلى أن تمترسها في مواقفها خلال التفاوض مع الحكومة بشأن القضايا العالقة بأديس أبابا جزء من تكتيات القادة الجنوبيين بالتنسيق مع واشنطن لإفشال المفاوضات وإرغام رئيس الآلية الأفريقية الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي إلى العودة إلى نيويورك لإبلاغ مجلس الأمن نبأ تعثر المباحثات بين الخرطوم وجوبا من أجل إصدار المجلس لخارطة طريق تحوي ضغوطات جديدة على الطرفين، محذراً الحكومة من خطورة إغفال ما وراء أجندة تعنت الجنوب في التوصل لحلول جذرية مع السودا، لافتاً النظر إلى ضرورة إدارة الخرطوم لملف مفاوضتها مع الجنوب خارج أديس أبابا مع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي من أجل قطع الطريق على قرار مجلس الأمن الأخير وتأثيراته الخطيرة على مستقبل السودان وسيادته. وشدد محمد ضياء الدين القيادي بالتحالف في تصريح ل(آخر لحظة) أمس على أهمية إدارة الحكومة لملف المفاوضات مع الجنوب بمهارة دبلوماسية عالية وتفادي وضع الاشتراطات دون مراعاة لأهداف الأطراف الخارجية التي تحرك وفد مباحثات أديس أبابا، مبيناً أن مجلس الأمن ينفذ الشروط الأمريكية ومصالحها في المنطقة، منوهاً إلى أن الأخيرة أقرب لنظام الحكم في الجنوب من الشمال، الأمر الذي قال إنه يستدعي من الحكومة إدارة الملف خارج مفاوضات أديس أبابا مع الإدارة الأمريكية من أجل تفادي الصراع مع المجتمع الدولي. ومن جهته اعتبر مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة الأصل فشل جولة المباحثات الأخيرة بين الشمال والجنوب مفاجئاً، مؤكداً صعوبة التوصل لاتفاق في ظل تمسك الطرفين بشروطهما في حل القضايا العالقة، وأشار إلى أن الجنوب يسعى لإنفاذ مخطط يهدف من خلاله لتطويل أمد التفاوض لكسب الوقت تمهيداً لتصعيد الخلاف وجر السودان للمواجهة الدولية، مبيناً أنه يتوهم بأن موقفه داخل المجتمع الدولي أقوى من السودان، وطالب بلايل الحكومة بضرورة تقوية تماسك جبهتها الداخلية لمواجهة ما أسماه بالمشوار الطويل الذي قال إنها ستقطعه في مباحثاتها مع الجنوب. ووصف بلايل حضور رئيس الجبهة الثورية الفريق مالك عقار وياسر عرمان مسؤول العلاقات الخارجية إلى جولة المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب بأديس أبابا، بأنه حضور للعلاقات العامة وإرسال رسالة للوساطة الأفريقية مفادها إننا موجودون ويجب الانتباه لنا.واتفق علي الريح السنهوري أمين عام حزب البعث العربي مع ما ذهب إليه بلايل بعدم التفاجؤ بتعثر المفاوضات بين الشمال والجنوب باعتبار أن الجولة الأولى دائماً ما تبدأ بالشد والجذب من الطرفين لكنه قطع بأن حل القضايا العالقة يرتكز على الاعتراف بحدود 1/1/1956م لحل قضايا الترتيبات الأمنية، منوهاً إلى أنها أساس حل مشاكل التعدي على الحدود ومن ثم التفاوض حول الملفات الأخرى.