وما زلنا في صالون مولانا دوسة ذاك الأنيق... بل مازلنا في قاعة محكمته الوقورة... والتي نتمنى ونعشم ونحلم بأن تكون أشد من(أولد بيلي) وقارًا وصرامةً... كنا قد أخذنا الرجل في رحلة خارج أسوار الوطن النازف الجريح.. ذهبنا الى محاكم المفسدين في أوربا... وبلاد(اليانكي) واندفعنا كالسيل إلى الصين... وهشمنا بالأحذية جليد موسكو وصقيع نهر (الفولقا)... وعدنا إلى القارة الأم... واسترحنا قليلاً في(أديس أبابا) الجميلة... واليوم نعود من ديار الكفر تلك الى ديار الاسلام... حيث دولة أخوانه من (الاخوان)... وكنا حدثناه عن الدهشة التي عقدت ألسنتنا واعتقلت عقولنا.. واليوم دهشتنا شاهقة لقمة(ايفرست).. لا انها ليست دهشة هي غصة تطعن في الحلق... دهشتنا هي أن تفكر الحكومة أو(الانقاذ) أو المؤتمر الوطني... أو(الاخوان) لا فرق.. انها كلها لمسمى واحد وهو حكومة الاسلاميين... نسأل كيف تفكر الحكومة في استكتاب قادتها ورموزها إقرارات للذمة... ونسأل.. أليس هؤلاء هم من طائفة (القوي الأمين)... ألم تهزوا الأرض هزًا وترجوا الساحة الخضراء رجاً وأنتم تقسمون بالذي رفع السماء بلا عمد... أنكم قد كنستم آثار العلمانيين... وطهرتم سوح السياسة ودفعتم بكل قوي وأمين لادارة أمر البلاد والعباد... لمدة ثلاثة وعشرين سنة وتزيد، ثم تأتون في النهاية لتطلبوا من أولئك الذين ائتمنتموهم على دين الله الحق... ثم تطلبون منهم تبرئة أيديهم ونفوسهم من المال عرض الدنيا الزائل.. إذن لنا مطلق الحرية وكل الحق... في أن نسألكم هل من بين صفوفكم مختلس أو والغ في المال العام... يعني بصراحة كده حرامي... ألم أقل لكم إنها ليست دهشة بل هي غصة تطعن في الحلق.. والله العظيم أنا مندهش حد الارباك والارتباك... أن يظن الناس في من يهتف صباح مساء... لا لدنيا قد عملنا... أو ذاك الذي يرفع(العصاية) الى أعلى وهو يهدر(هي لله.. هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه)... ونذهب الى دهشة هي تماماً في أحشاء الدهشة أعلاه... وهي كيف تظنون بأولئك الأخيار الأطهار الظنون حتى وصلتم إلى استكتابهم إقرارات للذمة... وأنتم تطلقون أبدًا على(ناسكم البدريين) ونسألكم.. هل معنى ذلك-معنى أنكم بدريون قد غفر الله لكم تماماً مثل البدريين الحقيقيين أصحاب الاسم والصفة والأسماء... والآن دعوني اقول لكم نصيحة خالصة لوجه الله... وهي: بالله عليكم تواضعوا قليلاً... وترجلوا من أسرجة وقلاع(الكبر) ذاك الذي لايدخل الجنة إذا كان فيه مثقال ذرة من كبر... لا تقولوا لاخوانكم.. أولأنفسكم نحن أو هم من البدريين... قولوا نتمنى أن نتشبه بالبدريين... أو أسألوا الله أن يسدد خطاكم على طريق البدريين ...وبالمناسبة ان البدريين الحقيقيين (الأصليين) معروفون بالعدد والاسم والقبيلة والجهة..! وإذا كنتم في شك.. هاكم الدليل... قال: إبن إسحق أن البدريين هم جميع من شهد بدرًا من المسلمين من المهاجرين والأنصارمن شهدها منهم.. ومن ضرب له بسهمه وأجره وعددهم هو.. ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً.. من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلاً ..ومن الأوس واحد وستون رجلاً .. ومن الخزرج مائة وسبعون رجلاً. انتهى حديث إبن إسحق.. وقد لاحظنا بل تأكد لنا.. بل هي قناعتنا وايماننا المطلق بأن ليس هناك سوداني واحد من البدريين... فكفوا عن التعالي وانتحال الشخصية.. بكره آخر يوم للونسة.