لعل ما سأتناوله في زوايتي هذه أمر يهم الاعلاميين كثيرا ضمن رسالة أديس أبابا المعنية في دفع العلاقات الشعبية وحفظ وشائج هذه القربى، ما تزال شعوب ممتدة من مدينة فاسيل أو «قندر» حتى سمسم «القضارف» الاقتصادية مرورا ب»المتمة» السودانية الحبشية كمثال حي لتلك الحميمة وليس للحصر، شاهدة على ميلاد أجيال اختلطت دماؤها بنهر النيل الأزرق الدفاق ... على الأقل ما يزال أولئك الثوار من الحرس القديم في إثيوبيا يحفظون للسودان وده وعونه الراسخ في دحر الايام السود إبان حكم الدرق، بالمقابل كذلك السودان يؤكد على أن وقوف إثيوبيا شعبا وحكومة في مواجهة كل المؤامرات الخارجية لا يمكن طيه عن الذاكرة في تحقيق الاستقرار ودفع الحوار نحو سلام تحقق بفعل إرادة إفريقية متكاملة. إلى جانب ذلك تبقى الشواهد الحقيقية والمشاهد اليومية تؤكد على تقدم العلاقات الرسمية والشعبية نحو أفاق أرحب وتعاون أصدق لمنفعة شعبي البلدين تحقيقا للمرتجي وما يصبو إليه الجميع وذلك عبر آليات ينبغي دفعها إلى الأمام، خلال مشاركتي في ورشة مكافحة الاتجار بالبشر باديس ابابا بتنظيم من المركز الافريقي لتدريب السلم ومنظمة الهجرة الدولية مؤخرا كانت فرصة مواتية لي أن أزور أديس أبابا بعد غياب عنها أكثر من عام. وكم كنت تواقا ومتفائلا أن أرى يوما مولودا جديدا قويا للبعثة الدبلوماسية السودانية بأديس أبابا حتى ولو جاء متأخرا حيث ان الجميع ينتظرونه بشوق دفين ، هذا التفاؤل كان مصحوبا بقضية واقعية وهي أن أمر الإعلام والثقافة لا يمكن الاستغناء عنهما باي حال من الاحوال في دفع العمل الدبلوماسي خاصة في اديس ابابا التي تعتبر مقرا لعدد كبير منظمات اقليمية ودولية فضلا عن الاتحاد الافريقي، كم كنت سعيدا حينما علمت بمقدم هذا المولود وتعيين وتسميته «ملحقية إعلامية» هذا في حد ذاته يستحق التقدير للجهات المعنية، كم كنا خلال تواجدنا باديس ابابا نعاني من عدم وجود ملحقية اعلامية لعل الاعلاميون وحدهم يدركون ويستشعرون قيمة هذا المولود الجديد وكنت اول المهنئين للاخوة في البعثة دون حضور للعقيقة يكفي أن صرخته تعد ضمن معاول ومهمات البعثة المكملة للدور المطلوب في تحقيق أفضل نتائج ممكنة في دفع العلاقات الثنائية من جهة، والوقوف سدا منيعا لكل من يريد وأد السلام في السودان من جهة ثانية، فضلا عن المشاركات الهامة في المحافل الثقافية والاجتماعية الافريقية الدولية التي تنظم من حين لاخر في أديس ابابا، فليس من المعقول ان يتم تعيين ملحق اعلامي في برلين والقاهرة وبريتوريا ويتأخر تعيينه في اديس ابابا. بعد عودتي للخرطوم ظللت «أتونس» مع والدتي في جلسة للجبنة أعدد لها عن همومي وأعبر لها عن فرحتى بتدشين الملحقية الاعلامية دون أن تدرك ما أقصده فقط تبادلني الفرحة بكلمة «ماشاء الله ياولدي» ... وبدوري ابعث اشادة ثانية وقوية لسعادة السفير عبد الرحمن سر الختم قائد البعثة ولمن كان وراء التعيين ومن هنا نشد من أزر من كانت على عاتقه المهمة الجديدة ووفقه الله في ذلك، ولنتذكر دوما باننا نعيش في هذه الفانية مرة واحدة فلنكن قبل الممات أوفيا للسودان..وكفي.