حالة من السعادة والارتياح سادت ولاية شمال دارفور وتعدتها لكل ولايات الغرب بعد أن دخلت مدينة الفاشر حاضرة الولاية التاريخ من أوسع أبواب الدوري الممتاز، المنافسة الكروية الأولى في السودان. ٭ لقد كانت معانقة الدوري الممتاز انتصاراً دارفورياً رائعاً بكل المقاييس، وكان بالفعل صعودا مستحقا وذهبت البطاقة للأفضل في ظل المجهود غير العادي الذي بذله والي الولاية وإدارة فريق المريخ ونجوم الفريق ومدربهم بعد أن أثبت هؤلاء أنهم كانوا على قدر كبير من المسؤولية والجدية. ٭ للصعود للممتاز قصص وحكاوي كثيرة، أورد هنا جانباً منها وأولها يتمثل في وجود والٍ بوزن الأستاذ كبر كرجل متفهم لرسالة الرياضة السامية التي كانت ولا زالت في خدمة السلام فالأستاذ كبر لا يرتبط بهذه الولاية كوالي بسبب الارتباط الحزبي فقط فهو كله حب وانتماء لها من منطلق الحب الكبير الذي يملأ قلبه تجاهها، كابن سلاطينها ورجالاتها المرموقين تاريخياً، وهذا الانتصار الرائع للفاشر يتمثل جوهره في الجهد والعمل الكبير لوالي الولاية ومحصلة لبذل ودأب من خلال اهتمام متصل منه دون أن يعرف اليأس طريقه إليه. ٭ ليس هناك انتصارات مجانية، وتلك حقيقة ساطعة، وصعود الفاشر للممتاز اعتبره البعض حلماً واعتبره البعض الآخر حلماً من أحلام اليقظة ولكن لأن حلم الصعود وحجز مقعد في الممتاز حلم ظل يداعب كبر، ولذلك ظل الرجل ملازماً للفريق بقدر كبير من الاهتمام وفرش طريقه بالورد والدعم من أجل تحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة. ولذلك فمن حق كبر اليوم أن يكون أسعد الناس بعد الجهد الرهيب الذي بذله والتحديات التي قهرها. ٭ ومن خلال متابعتي لمشوار الفريق في محاولات سابقة يمكنني أن أضيف سراً وقصة من قصص حكاوي انتصار الفاشر متمثلة في تسلم كابتن محسن السيد لمقاليد تدريب الفريق، وأظنني كنت صادقاً عندما نوهت لذلك وقلت إن الفاشر ناوية على الصعود بمجرد تسلم محسن لهذه المهمة الصعبة، لأن محسن صاحب قدرات خارقة وبصيرة نافذة في اختصار الطريق وتنفيذ مهمته بقدر كبير من النجاح، عندما قام باختيار نجوم موسمه بنفسه، وحسناً فعل وفعلت إدارة مريخ الفاشر عندما أعطت القوس لبارئه والعيش لخبازه، وهم يتركون للكابتن محسن الانفراد بالقرار الفني المتمثل في تسجيلات اللاعبين، والمدرب أي مدرب يختار من يحتاجه ومن سيكون سلاحاً مهماً في يده، وكان محسن بذلك كلمة السر في الصعود وقصة من قصص نجاحه المبهر وكانت سبباً محورياً في تحقيق الحلم باختياره الصائب لعناصر كانت قادرة على الفعل والتأثير في الأداء كما ساعدته في إدارة دفة الفريق وفوق كل هذا وذاك فإن محسن مدرب يعرف من أين يؤكل الكتف ويعرف كيف يضع الخطة بالإتقان وعلاقاته مع جميع أفراد المنظومة قائمة على الحب والاحترام والتعاون ومحاضراته وكلماته نافذة لعقول اللاعبين تفيدهم في التركيز وتشعل حماسهم فكان أن تفوق نجوم الفريق على أنفسهم وحرصوا كل الحرص على تأكيد جدارتهم ومهاراتهم وفنهم الكروي الجميل. ولا يمكن ان ننسى دور الجماهير التي حفزت اللاعبين بالتشجيع الداوي والتصفيق بشكل رائع وصل إلى عنان السماء، ولا زال الفريق ينتظر منها الكثير، أما ادارة النادي فقد كانت في قلب المشهد ويحسب لها أنها خططت بعناية وتعاملت مع اللاعبين ومدربهم اروع ما يكون ووفرت لهم كل أسباب الاستقرار والنجاح. ٭ وتضاعفت فرحة الولاية بنجاحات برج الفاشر في الكرة الطائرة ليس بتحقيق الصعود للممتاز فحسب، بل بالمضي قدماً تطويراً وتمثيلاً للبلاد في إنجاز غير مسبوق في الكرة الطائرة. ٭ حقيقة لقد أردت بذلك أن أشارك أهل الولاية فرحتهم ولكن لا بد من القول إن الوصول للقمة ربما سيكون سهلاً ولكن الاستمرار فيها والتربع على أضوائها أمر في غاية الصعوبة، لكنني على ثقة بأنه طالما كان هناك والٍ متفاعلاً مثل كبر وطالما استمرت حالة الاستفاقة والصحوة فإن الفريقين كرة وطائرة سيغمرهما طموح كبير ليكون القادم أحلى وستبقى الفاشر بإذن الله في الممتاز شامخة وعالية القدر.