أمس الأول احتجبت عن الكتابة!! وعن العمل!! وعن الحضور للخرطوم!! المسألة لم تكن سهلة ولكن ما ذا عساي فاعل!! في التلفون قلت للأخ والصديق الأستاذ مصطفى أبو العزائم (ما قادر أجي أشعر بحمى وصداع شديدين) وسبق ذلك سهرة طويلة ونوم متقطع مع أمطار ليلة السبت!! الغريب في هذه الليلة كنت قريباً من ديار الفنان البارع صلاح بن البادية أبو قرون صاحب اغنية السبت فقد تناولنا الافطار في ضيافة ورحابة الخليفة مبارك خليفة الشيخ مصطفى الفادني ويا لها من ضيافة.. ويا لها من سماحة في رحاب هذه البقاع الطاهرة المباركة - هناك سيعرف المرء كيف هذه البلاد التي اسمها السودان وعاصمتها الخرطوم محروسة بأهل الله. وذهابنا إلى شرق النيل موضوع آخر ربما يجده القاريء في غير هذا المكان أو في يوم آخر المهم أعود لليلة السبت وتلفوني مع الأستاذ مصطفى أبو العزائم الذي قال لي (أخد راحتك ) لكن ضروري تمشي تفحص الآن!! قلت وفي سري: مصطفى ده بضحك علينا ولا شنو قايلنا ساكنين مثله في العاصمة!! أمشي أفحص كيف!! وأنا في الدروشاب وهي بلدة خارج إطار العاصمة ولا شأن للسلطة الحاكمة في الخرطوم بها!! هل هي تتبع لواراب؟ أم قلع النحل!! أم نحل القلع!! أم قلع القلع!! في صباح أمس الأغر لم تخرج سيارة واحدة من «الحلة» وفرح الصغار بأن عربات الترحيل لن تستطيع دخول البلد سواء كان ذلك «عنوة» أو احتلالاً أم باتفاقية سلام!! الغريب في الأمر أيضاً أن صحف الخرطوم التي جاءتنا أمس في الدروشاب كان بها خبر يتحدث فيه والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر عن التصريف الجيد للسيول هذا العام ألم أقل لكم إن هذه الدروشاب لا تتبع لسلطة الخرطوم، أنا طالبت من قبل بضمنا لأي من بلديات هولندا!! أو البندقية وفينسيا حيث المدن العائمة!! ولكن عوم من «عوم» يختلف أليس كذلك!! نحن الآن محاصرين تماماً بالبرك والجداول والمستنقعات من كل جانب!! ولا حديث عن تصريف ولا يحزنون!! وعندما يأتي المساء تأتينا جيوش الناموس والباعوض وحشرات جديدة قال لي العم حسن موسى إنها موديل جديد يدخل المنطقة لأول مرة ويتميز بأجنحة «مزدوجة» ولا نعرف على وجه التحديد الشركة التي استوردتها هل هي تتبع للولاية أم قطاع خاص أم هي حشرات جاء بها مستثمر لخير هذا البلد وشعبه الكريم المضياف..!