قريبي القروي يضع دائماً «بعداً ثالثاً» بينه وبين الحكومة أو «مشاهير» المجتمع و«نجومه»!! أتذكر الآن الحكاية العفوية التي حكاها لي قبل أعوام وهو يغوص بالتفاصيل «المملة» في وقائع الزيارة التي قام بها الفاضل سعيد وفرقته «للقرية» ضحكت وهو يسرد لي بطريقة دراماتيكية كيف فوجئ بأن الفاضل سعيد «زول عادي زينا» كان يعتقد أن للفاضل صوت واحد هو صوت بت قضيم. تملكت الدهشة القروي وهو يسمع الفاضل يقول قبل العرض المسرحي بصوته الجهوري يا جماعة رجّعوا الكراسي دي ورا!! والنسوان ديك إجو قدام.. و.. انت يا زول افتح الطريق للناس..! أمس في أمبدة تذكرت تلك الحكاية وأنا أشارك في اجتماعات مجلس وزراء ولاية الخرطوم.. قلت على طريقة «قريبي» طيب ناس الحكومة ديل ما ناس عاديين!! واجتمعاتهم لا تختلف كثيراً عن اجتماعاتنا!! التلفزيون ينقل لنا صور مثل هذه الاجتماعات والوجوه بها «صرامة» و «تجهم» ولا تخلوا من «الهم» الآن أمامي د. عبد الرحمن الخضر يُدير الجلسات ب«سودانوية» عادية «مبسطة» ولا أعرف هل هم دائماً بمثل هذه الطريقة أم القصة بها «شوية مكياج» في حضورنا؟ ومع ذلك أتوقّف عند كلمات الشكر والامتنان التي تحدثنا بها أنا وزملائي الصحفيين الذين دعاهم والي الخرطوم لحضور الجلسة التاريخية لمجلس وزرائه والتي انعقدت في مكان أنيق وجميل في مركز الشباب بام بدة وبه «ترطيبة» كويسة ورغم أن د. عبد الرحمن حذّر في بداية الجلسة من وجود الصحفيين إلا أننا استمتعنا بيوم عمل وزاري استطيع أن أقول إنه شاق وشغل الناس «ديل» ما بالبساطة التي يتخيلها من هم خارج القاعة.. القصة بها «قعدة» طويلة في الكراسي وتدقيق عجيب في تفاصيل الأشياء «وزرزرة» لوزراء ولتقارير وأرقام وأيضاً هناك من يشكو منهم من ضعف التمويل .. ولكن ما رأيناه من رؤوس مواضيع مثل «الخريف» أو مخالفات الأراضي والتعدي على الدولة يجعلنا نقول كان الله في عون من يخرج للعمل العام. في ظل هذه الظروف الصعبة والشائكة.. الانفتاح على المجتمع ومحاولة ردم الهوة بين الصحافة والسلطة خطوات تنبئ عن سلوك متحضر لرجل الدولة وهو أمر يجعل الصحافة لا تنظر للأمور من برج «عاجي» أو هلامي. أو من باب «خالف تذكر». الأمر بالنسبة لي «مشوق» فقد هاجمت في خريف العام الماضي والي الخرطوم وتساءلت «بخبث» هل الدروشاب التي غرقت في السيول تتبع له أم لواراب..! هذا العام نبتهل للمولى عز وجل أن يكون خريف هذا العام وفيراً وإذا كتبنا بإذن الله عن أحوالنا في الخريف فسنكتب من واقع التقارير والإمكانيات المتاحة التي اطلعنا عليها وشاهدناها في«البروجكتر» المُلحق. وشكراً نبيلاً على الدعوة وشكراً لمحلية أمبدة على كرم الضيافة والذي بدأ من العصير «الفرش» وانتهى بالشواء «اللذيذ» الذي تشتهر به هذه المنطقة الواعدة!! قريبي القروي يضع دائماً «بعداً ثالثاً» بينه وبين الحكومة أو «مشاهير» المجتمع و«نجومه»!! أتذكر الآن الحكاية العفوية التي حكاها لي قبل أعوام وهو يغوص بالتفاصيل «المملة» في وقائع الزيارة التي قام بها الفاضل سعيد وفرقته «للقرية» ضحكت وهو يسرد لي بطريقة دراماتيكية كيف فوجئ بأن الفاضل سعيد «زول عادي زينا» كان يعتقد أن للفاضل صوت واحد هو صوت بت قضيم. تملكت الدهشة القروي وهو يسمع الفاضل يقول قبل العرض المسرحي بصوته الجهوري يا جماعة رجّعوا الكراسي دي ورا!! والنسوان ديك إجو قدام.. و.. انت يا زول افتح الطريق للناس..! أمس في أمبدة تذكرت تلك الحكاية وأنا أشارك في اجتماعات