على الرغم من إعلان الحكومة لمحاربة الفساد والمفسدين وإنشائها لمفوضية لمحاربته.. إلا إننا لم نسمع عن أي ملف داخل أو خارج منها وربما تكون هناك ملفات تم بحثها ولكن لم نسمع عنها لإمعان فقه السترة الذي يدعو له بعض قيادات الحكومة.. وظني أن الحكومة عندما أعلنت عن محاربتها للفساد عنت ما تقول.. فجلباب الحكومة اتسع ودخل فيه عدد كبير من الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات القيادية.. كما أن المؤتمر الوطني أو الحزب الحاكم كما يحلو للبعض تسميته.. قد استسلم للعمل التنفيذي وتجاهل السياسي وغابت لجان التحقيق والمحاسبة عنه أو أصبحت قليلة جداً.. وهذه بعض القضايا التي كان يتحدث عنها بعض منسوبيه وتقلقلهم.. فهذا التنظيم يقوم على مبدأ المحاسبة والجرح والتعديل.. أما الآن وقد تمددت أجنحة الحزب واتسع جلبابه كان لابد من اتخاذ آليات جديدة لكشف الفساد وأساليبه القديمة والحديثة.. ولعل ما ذهب إليه البعض من مطالبات بتفعيل قانون «من أين لك هذا» يمكن أن يحل طلاسم لثراء سريع وغريب ظهر في المجتمع ويبدو ذلك في غابات الأسمنت المنتشرة في السودان إذا قارناه بمستوى دخل الأفراد على درجتهم الوظيفية أو حتى قارناه بالاقتصاد السوداني الذي بات يعاني بعد أن اشتد عوده وعلا شأنه.. فاقتنصت الفرصة وظنت أن دورها في «الأكل» قد حان لأنها كانت تعتقد أن أهل الحكومة كانوا يأكلون لذا في كثير من الأحيان يرى الناس النمو المطرد لعدد من الناس ولا أعتقد أن سببه يعود لبعض التجاوزات التي أعلنها المراجع العام وحوّل ملفاتها لوزير العدل وفقاً للسلطات الممنوحة له.. ونتمنى أن تصل الإجراءات فيها إلى نهاياتها حتى يظهر المتجاوزون ولا يؤخذ الكل معهم.. فالفساد أنواع.. مالي وإداري ودائماً ما يكون المالي الأكثر ظهوراً ولكن لمن لا يعرف فإن الفساد الإداري هو الأخطر وآثاره بعيدة جداً وتطال حتى المعاملات المالية.. المهم تمت إحالة الملفات لوزارة العدل وبالطبع هناك ملفات تنتظر لدى مفوضية محاربة الفساد التي غاب رئيسها «أبو قناية» ولم نسمع ببديله حتى الآن. سادتي الفساد أمر خطير والسكوت عليه أخطر وبعض المعاملات تثير الغبن والغبن يولد الأحقاد.. والأحقاد تنسي الإنسان ربه ودينه وتسجنه وتحبسه مع الشيطان الذي يوسوس له فيكون شخصاً عدائياً يتأذى المجتمع من جرائمه.. كما أن لهذه الحكومة قاعدة لا يستهان بها تنتظر منها تجربة رائدة ودروساً مختلفة لأنها هي الحكومة الإسلامية الوحيدة التي لها تجربة يمكن أن يستفيد منها كل مسلمي العالم.