وصلتني دعوة كريمة من السيد عثمان محمد يوسف كبر والي شمال دارفور وعززت بدعوة أخرى من السيد وزير المالية الدكتور عبده داؤود وقد شملت حسب ما توفر لي من معلومات إلى جانب شخصي الضعيف قيادات أخرى من أبناء شمال دارفور بالخرطوم وولايات أخرى وذلك بغرض إشراكنا في قضايا الولاية وهمومها التنموية لحاضرها ومستقبلها عبر الخطة الخمسية الجديدة التي شرعت حكومة الولاية في طرحها على الجهات المهتمة بشأن شمال دارفور فالولاية تعتزم عرض الخطة للجميع كي يدلوا بدلوهم فيها بالجرح والتعديل لتكون برنامجاً متفقاً عليه في حكومة الولاية للخمسة أعوام المقبلة. ولعمري فإن السيد الوالي عثمان محمد يوسف الكبر برغم جراحات الولاية في الشهور الماضية والانهيار الاقتصادي فيما يعرف بسوق المواسير قد أصاب الهدف وأفلح في تحقيق التفاعلية والانسجام المطلوب بين ابناء دارفور وصولاً للرؤية المستقبلية التي تتحقق بها نهضة الولاية وهذا ما دفعني لأن أكون أكثر حرصاً على إجابة الدعوة رغم مشغولياتي مع أخوتي في الهيئة العامة للحج والعمرة لموسم الحج وترتيباته وحاجتنا للمتابعة الدقيقة لإجراءات ضيوف الرحمن وترتيب حالهم. غير أنه لا يمكنني التخلف عن حدث كهذا طال انتظاره وأبسط ما نقدمه لأهلنا كدين في الأعناق أن نشارك في صناعة مستقبلهم بعد سنوات عصية لأهل دارفور وكما قال الشاعر فاللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.. ويقيني أنه هم وطني وقومي وديني. فالخطة التي نحن بصدد مناقشتها رفعت من الوحدات الإدارية مروراً عبر المحليات ونوقشت في مجلس الوزراء ومجلس التخطيط الاستراتيجي وعرضها على أكبر تجمع لأبناء الولاية يؤكد أنها ستعكس بكل واقعية احتياجات الناس الحقيقية واولوياتهم في التنمية فهي تأتي بعد سنوات من الخراب والدمار والتوقف الكبير للمشروعات التنموية فمنذ الجمعة الحزينة عام 2003م حينما بدأ التمرد يجوس خلال الديار قتلاً وتشريداً وهدماً لكل البنيات الخاصة بالتعليم والصحة عانت شمال دارفور اشكاليات في مشروعها التنموي تعطل قطار الغرب ومشروع الإنقاذ الكبير طريق الإنقاذ الغربي وكل آمال وطموحات أهل دارفور، ومعلوم أن التنمية ترتبط بالأمن والاستقرار. أقول إنه وبعد كل هذه السنوات العجاف حان الزمان أن يغاث الناس ويعصرون وهذا هو الوقت المناسب كي تلتفت الحكومة للتنمية ومجتمع دار فور بكل مكوناته حتى تتحقق تطلعاتنا في النهضة ونرجو أن لا نرهن مصير دارفور لحركات التمرد التي انكشف ظهرها وبانت نواياها وجرائمها وهم مجرد طلاب سلطة ليس لديهم رؤية واضحة وتفضحهم صراعاتهم وانشقاقاتهم من أجل المكاسب الشخصية والسلطوية. نعم نقولها بالصوت العالي نحن نثمن عالياً الخطوة الجريئة للسيد والي ولاية شمال دارفور لكونها استجابة لوعوده للجماهير عبر البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية والوالي الرائد لا يكذب أهله. فقد وعد السيد الرئيس أهل دارفور وحمل لهم البشريات خلال لقائه بهم في حشد كبير بقاعة الصداقة قبيل حلول شهر رمضان الكريم وأول الغيث قطرة فها هي الاعتمادات التمويلية لتنمية ولايات دارفور عبد اللجنة العليا برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس وعضوية ضو القبيلة وزير المالية الأستاذ علي محمود وإخوة كرام من الحكومة الاتحادية.. وهنا نقول إن لنا عود راجل وراجل راكز يهتم بمعاش وتنمية أهله البسطاء في قرى وفرقان ومدن دارفور التي ازيقت الأمرين إبان الصراع اللعين المبتدأ من أبناء ولايات دارفور وهم الذين أضرموا النار وأشعلوا نيران الحرب وتركوا أهلهم شعث غبر وهم بالنعيم في فنادق العالم يستمتعون بحلو العيش! ونتعشم في المشروعات التنموية بدارفور، من خلال الاستراتيجية الجديدة لدارفور والتي جاءت في أفضل الظروف السياسية، حكومة منتخبة من قبل الشعب والأوضاع الإنسانية تسير من أحسن إلى أفضل والبسطة الأمنية تغطي كل الرقع الجغرافية لولايات دار فور من حليلات عند الحدود الغربية مع تشاد وحتى جريح السرحة حدودنا مع كردفان ومن بئر الراهب حتى أم دافوق.. إلى جانب ترحيب المجتمع الدولي هذه كلها جهود تتلاقح كي تنعم دار فور بالأمن والاستقرار والتنمية وكلمة الحق نقولها من واقع مسؤولياتنا في حق الوالي عثمان كبر أن في عهده استطاع رغم الأهوال والفواجع وظلم ذوي القربى أن يحفظ إجماع أهل شمال دارفور فالشكر للأخ الوالي وحكومته والشعبيين من أبناء شمال دارفور عند كل منحني وادي وقمة تل وكل سهل، لهم الشكر وهم يقبضون على جمر القضية وعلى هذا الفهم العلمي في الخطة الخمسية ونقول إن هذا الزمان هو زمان تلاقح الأفكار والعمل وفق خطة محددة محكومة بتوقيت معلوم ونتمنى لأهلنا في شمال دار فور التوفيق والثبات وإن كنا على البعد فالقلوب دائماً تحن لأول موضع.