ولعل شعبية الاستاذ عبد الماجد ابو حسبو تتجلى في ان طريقه الى البرلمان كان عبر الدوائر الجغرافية الشعبية، ففي انتخابات 1965م فاز بعضوية الجمعية التأسيسة عن الدائرة (206) الخرطوم، وفي انتخابات 1968م فاز عن دائرة الخرطوم الوسطى، ولا غرو فهو قد كان مناضلاً صلباً وتعرض للاعتقال بسجن كوبر لعدة مرات خلال عهد الفريق ابراهيم عبود، وفور قيام النظام المايوي بقيادة الرئيس الاسبق الراحل جعفر النميري أعتقل ابو حسبو ايضاً بسجن كوبر. وللاستاذ عبد الماجد ابو حسبو مذكرات منشورة بعنوان (مذكرات عبد الماجد ابو حسبو: جانب من تاريخ الحركة الوطنية في السودان)، وهى في اثنى عشر فصلاً متبوعة بالملاحق، طاف خلالها الاستاذ بتاريخ السودان بالثورة المهدية (1881م -1898م)، ثم الحكم الثنائي، والحركة الوطنية الحديثة، وحركة الخريجين، وتناول نشأة الاحزاب السودانية، كما تناول قضايا مختلفة من بينها السياسة المصرية في السودان، والحكم الذاتي، والاستقلال، وثورة اكتوبر 1964م، ومشكلة جنوب السودان، والقضية العربية المركزية، ثم عرض تجاربه في الحكم وفي الحزب، وتحدث عن الحزبية والتربية الحزبية في السودان. ومعلوم ان الاستاذ عبد الماجد ابو حسبو كان من قادة الجبهة الوطنية المناهضة للحكم المايوي (1969 - 1985م)، وكان له ايضاً دور كبير في تمهيد الطريق لقيام وانتصار انتفاضة مارس ? ابريل 1985م التى أزاحت الحكم المايوي، الا ان المنية عاجلته بعد أيام من الانتفاضة ففاضت روحه الى بارئها. والاستاذ الراحل عبد الماجد أبو حسبو من تلاميذ الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري في التعليم والعمل الوطني فنراه يقول في مذكراته :" لقد تتلمذت على يد السيد اسماعيل الازهري في كلية غردون فعرفت فيه القائد المحنك، ولم يكن كغيره من الأساتذة ولم يكن يلجأ الى اسلوب العقاب والضرب بل كان يميل دائماً وابداً الى الإقناع لذلك فقد كان محبوباً، وكان يحسن الإستماع الى الناس ولا يقاطعهم او يشعرهم بالملل من حديثهم مهما كان ساذجاً، وكان عفيف اللسان ولم اسمعه يوماً واحداً يغتاب أحد". الا رحم الله الاستاذ المناضل عبد الماجد ابو حسبو الذي كان جل عمره كفاحاً متواصلاً سواء في عهد المحتل الأجنبي او في العهد الوطني، حتى قضى نحبه مناضلاً ولم تقعده الشيخوخة عن الكفاح والنضال، وهو بلا شك من الاسماء اللامعة التى سطرها التاريخ في صفحاته كواحد من صناع الاستقلال.