واليوم يا أحباب.. ويا أحبة.. هاكم حديث الأحبة الاسلاميين عندما كانوا في المعارضة.. لا نأتي ببهتان.. ولا «نبهتهم» بأي بهتان.. فقط نورد حديثهم عندما كانوا في ضفاف المعارضة.. واليكم كلماتهم سطراً.. سطراً.. وحرفاً.. حرفاً.. وها هم يخاطبون الأمة.. ويطلون على الجماهير.. ويبدأون حديثهم .. ب.. أيها المواطنون الشرفاء: «لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع أسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد أدى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاؤها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق السوداء مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراءً يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام» انتهى.. بل انتهت الفقرة.. ولا نملك غير أن نقول «كلام زي السكر».. وقبل أن نقول لكم يا أحبة «اتفرجتو» دعونا نوضح لكم وللتاريخ.. وحتى للأحبة الاسلاميين.. إن هذه الفقرة منقولة بالمسطرة.. بل بالكربون من بيان الاسلاميين الأول.. الذي أعلنوا فيه قيام ثورة الانقاذ.. بل أن كل الذي ورد في الفقرة أعلاه.. أو في البيان أعلاه هو الذي كان أحد أقوى الأسباب لقيام ثورة الانقاذ والتي هي ثورة الاسلاميين فكرة.. وتعميماً.. واعداداً.. وتنفيذاً.. والآن.. نقول.. أليست هذه براعة لا تعلوها ولا تبزها براعة.. نعم انها براعة ومهارة وابداع الاسلاميين عندما كانوا في المعارضة.. والأحبة الاسلاميون.. لم يتركوا في جسد نظام الحكم القائم حينها.. لم يتركوا له صفحة لينام عليها.. بل لم يكن في جسد ذاك الحكم والذي كان ديمقراطياً بوصة واحدة الا وفيها طعنة من تشكيك.. وجرح من وهن وبعد أن «تفرجتم» على آخر كلماتهم وهم في آخر محطة من محطات المعارضة نذهب بكم يا أحبة لأداء نفس الأحبة الاسلاميون.. وبعد ثلاث وعشرين سنة وتزيد.. لننظر.. ونتلفت.. ونقارن.. وهاكم حصاد «حكمهم» والوضع الاقتصادي قال عنه أحد أركانهم.. بل سادن خزائنهم وهو السيد وزير المالية.. قال مرة.. إن هذه البلاد مفلسة.. ونفس الاسلاميين يرفعون عالية خفاقة.. راية التقشف لضيق ذات اليد.. ولضمور الاقتصاد أما الأسعار فها هي تقفز بالزانة.. ثانية إثر ثانية ها هم أبناء الوطن لا يعيشون على حافة المجاعة.. بل على حافة القبر نفسه.. وها هي المؤسسات أو بعضها.. يضربها في قوة زلزال الخراب والفساد.. وها هي الخدمات الصحية الحقيقية.. صارت قطاعاً خاصاً.. لا يطأ عتباتها إلا المترفون والغارقون في أنهر المال.. وها هو التعليم.. الجد.. جد لأبناء الذوات.. والطبقات المخملية.. وها هي رياض الأطفال ذات الحدائق والازاهير فقط لأطفال زغب الحواصل.. وطفل ذي ثلاث أعوام يدفع أولياء أمره خمسة أو ستة ملايين من الجنيهات رسوماً سنوية.. وها هم الأحبة الاسلاميون ينشئون كل مرة.. آلية.. وهيئات لمكافحة المال الحرام.. نعم هؤلاء هم الاسلاميون في الحكم.. والآن «اتفرجتو».. سؤال.. نسألكم بحق الذي بعث بالحق محمد هل سمعتم طيلة ذاك النظام الذي قال فيه هؤلاء الأحبة ما لم يقله مالك في الخمر.. هل سمعتم يوماً واحداً إن هناك من جاع.. أو حتى اكتفى بوجبة واحدة طيلة يومه ونهاره.. ألم يكن في تلك الأيام المترفة.. كيلو لحم الضأن المستورد من استراليا «لحم أبو حريرة» ألم يكن ثمن الكيلو خمسة جنيهات فقط.. بكرة بنتلاقى...