وفي مجال النشاط السياسي الدؤوب نلمس من انجازات مبارك زروق ما يعكس حراكه في هذا المجال، ففي انتخابات عام 1953م حينما ترشح في دوائر الخريجين استطاع ان يحرز (35100) صوت وهو أعلى عدد للاصوات بين المرشحين للبرلمان في تلك الدوائر، وبذلك اصبح مبارك زروق زعيماً للاغلبية في ذلك البرلمان الذي انجز باقتدار استقلال البلاد من داخله متحدياً اتفاقية 1953م التى كانت تنص على الاستفتاء الشعبي العام، اما في انتخابات 1958م والتى اجريت بعد نيل البلاد استقلالها فقد فاز ايضاً مبارك زروق ولكن هذه المرة في دائرة جغرافية جماهيرية وهى كما سلفت الاشارة دائرة ريفي الخرطوم الجنوبية، واصبح زعيماً للمعارضة في البرلمان. أما على الصعيد المهني، فقد مارس الاستاذ مبارك زروق المحاماة بمهنية رفيعة المستوى وبهنية رجل العمل العام وليس بذهنية المهني المنكفئ على مهنته داخل الحجرات، وفي ذلك كان الاستاذ محمد احمد المحجوب صنواً ونداً له، وقد شكلت مسجالاتهما في المرافعات التى كانا يقدمانها امام المحاكم تراثاً قانونياً وأدبياً على مستوى رفيع، وقد كانت حديث المجالس في المدن. وتوفي الاستاذ مبارك زروق بشكل مفاجئ، فقد كان يؤدي واجبه اثناء جلسة لمجلس الوزراء فشعر بالم شديد في صدره لم يمهله، ففاضت روحه الطاهرة بعد ايام من تلك الجلسة، وذلك في يوم الاثنين الخامس من ابريل عام 1965م، وقد كان رحيله المفاجئ حدثاً جللاً في طول البلاد وعرضها، فأعلن الحداد العام، وشيعته جماهير الشعب بمختلف الوان طيفها السياسي والديني والاجتماعي، الى مثواه الاخير، وانتشرت وذاعت آنذاك عبارة " الى جنات الخلد يا زروق" بين الخطباء في منابر التأبين. وجدير بالذكر والتقدير هنا ان الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، وكان وقتها رئيساً لمصر قد اوفد اللواء محمود سيف اليزل لينوب عنه شخصياً للمشاركة في مراسم تشييع جثمان الراحل الكبير مبارك زروق، كما رثاه دينمو الحركة الاتحادية ورفيق نضاله الاستاذ يحيى الفضلي بقصيدة مطلعها:- ايا قبراً أودعنا ثراك مباركاً على الرغم منا والخطوب تقول واودع فيك الرأى يقظان والنهى وسيف اذا جد النزال صقيل الا رحم الله المناضل الوطني والقائد المحنك والسياسي العف النزيه مبارك بابكر زروق، بقدر ما قدم لوطنه ومواطنيه من جلائل الاعمال التى من بينها الكفاح الصادق والدؤوب من اجل الاستقلال حتى تحقق على يديه ورفاقه الميامين.. آمين.