لم يكن أمره من الوصف بمكان إلا أنه يعيش حياته بمزاااج يعرف كيف يجعل لكل تفصيل وصفة نكهة وطعماً.. إن كانت هناك ذريعة واحدة للفرح أخرج منها تسلسل تفاصيل مفرحة يبلورها على أرض الواقع طقوساً للفرح وإن بدت للبعض في مكان الإفرط والمعدل الزائد «مسكتو أم فريحانة».. وإن مرت على مقربة منه وأطياف حزن.. ولد منها مرثيات ومناحات تجعلك أنت الواقف أمامه في محل الشاهد على ظلامات الدنيا واسودادها وكآبة منظرها سوءاً للمنقلب في تفاصيل الحياة.. أنه انسان مسكون بالإنغماس في حالات «المخمخة» حدّ الإشباع من الأمر.. وجدته مرةً مزهواً بأمر لا يثير الإنتباه.. لا أذكر إن كان نصراً كروياً على مستوى أندية «الحلة» أو مقدرة على محاججة أحد «الدَّجالة ورجرجة اللغو والحديث» أو مغالبة لملاعبيه من «ناس الجوكر والكوتشينة» لا أعرف بالضبط لكني نظرت إليه بشيء من الدهشة التي أصبحت غالية في هذا الزمان وقلت لنفسي «إنه رجل مدهش.. ومربط الدهشة.. أنه ما زال هناك من يستطيع انتزاع الإحساس بالأشياء الصغيرة والتفاصيل الموغلة في الدقة وممارستها أكثر مما ينبغي» ثم أني رأيته ذات مرة في موقف «الحجاز أدوا عكاز» وشاركت الجماعة في توصيله لمنزله بعد أن تم اسعافه أولياً من «شلاقة التدخل والتطوع في مثل هذه المواقف» وشهدت نوعاً من الإحساس في تفاصيل حياتهم فجعلهم يمخمخون مع التفاصيل.. فيا هذا «حمد لله علي سلامتك.. دع عنك التطوع الزائد والإنفعال.. ومخمخ دماغك على قدر تصريف الحياة بأقل إنفعال ودهشة». ٭ مخمخة امتحانات طلاب الأساس في هذا اليوم تنتصف أمامهم الأوراق والمراجعات.. قد يعيش بعضهم حالة القلق والتوجس لدرجة «المخمخة» والإعاقة لدرجة الرهبة عن بلوغ أعلى درجات النجاح في الحالات الفالتة أو الخارجة عن الارادة أو الواقعة تحت سيطرة الخوف مع أن الأمر لم يعد كما كان بالأمس بالنسبة لجيلنا.. فقد كان أمر النجاح الأكاديمي مربوطاً بواقع الجيل آنذاك بأن من لم يتحصل على الشهادة فقد كتبت على مطالع حياته ومستقبلياته الفشل.. عكس اليوم الذي تقاس فيه النجاحات بالسطوع والنجومية في أوائل مهام ما تقدمه وإن لم يتركز على أدبيات أكاديمية حتى ولو كنت «أمياً» لا تعرف «واو الضكر من باء البنت».. فمعايير النجاح ترتبط الآن بقدرتك على التعاطي الواقعي للأمور، وأن تسيطر على إتزانك وأعصابك عند عجز الآخرين عن هذه السيطرة.. بمعنى «أنك قادر على مخمخة دماغك مع أي أنواع الإمتحان.. إن شاء الله امتحانات في حدود البيت والأصدقاء وبعض المواقف.. فيا أبنائي وبناتي وفقكم الله وسدد خطاكم بهدوء ومخمخة تتخطون الإمتحان تلو الإمتحان.. مبروك مقدماً لخوض التجربة ومعايير النجاح أن تتخطوا التجارب. ٭ آخر الكلام: في آخر المطافات تبقى المقادير هي التي تتعامل مع السعي.. أن «مخمختكم أم لا..» فقط خذوها بحقها ولا تكونوا ملكيين أكثر من الملوك. مع محبتي للجميع