عجيب امر بعض الذين يقودون الاعلام فى بلادنا وبعض ممن يجلسون على ادارات عدد من المؤسسات الاعلامية والقنوات الفضائية حيث انهم يعتقدون دائماً انهم فوق النقد والاراء ولا يفرقون بين النقد البناء للمصلحة العامة والهجوم الهدام لدوافع (شخصية) ولهذا تجدهم دائماً قابعdن فى بئر من (الوهم) بان هذه الاجهزة الاعلامية التى يديرونها هى (اقطاعيات) خاصة لهم يمنع الاقتراب منها او ابداء الملاحظات على سياساتهم ونهجهم الادارى فيها والذى تقوده عقلياتهم ذاتها التى تحارب من يملكون رأياً مخالف لارائهم العبقرية ،ولا تعترف باوجi القصور الموجود فى عهودهم،وتبرر اخفاقاتهم البائنة بمبررات على شاكلة ان الاغراض الخاصة والدوافع الشخصية هى فقط ما تحرك الاقلام التى تكتب عنهم وتنتقدهم بكل ادب واحترام ودون تهاتر او تجاوز للحدود. -على مايبدو ايها القراء الكرام اننا فى هذا البلد نعانى من ازمة إدارات فى عدد من مؤسساتنا الاعلامية خصوصاً ونحن نرى من يفترض انهم من قادة اعلامنا يتعاطون مع النقد الذى توجهه لهم الصحافة بنوع من الغرور والتعالى يجعلهم لا ينظرون الى أبعد من تحت اقدامهم التى يتحسسون مواطئها ظناً منهم بان الارض لا يمكنها ان تتحرك من تحتها اما خوفاً من مواجهة الحقيقة،او امعاناً فى المكابرة والعناد،او لاعتقادهم الخاطئ بانهم سيبقون فى مناصبهم الى الابد متناسين باننا اصحاب حق فى هذا الوطن ومن حقنا ان ندافع عن مؤسساتنا الاعلامية التى نحترمها ونتابعها حتى وان كان هذا الدفاع فى مواجهة اداراتها التى تقودها نحو الهاوية بخطوات سريعة. -لقد كتبنا فى الاسبوع الماضى عبر هذه المساحه وانتقدنا بشكل (موضوعى) مايدور فى قناة النيل الازرق وقلنا بانها باتت تعانى من اشكاليات واضحة انعكست على مايقدم على شاشتها ويمكن لاى متابع للقناة المحبوبة ملاحظة ذلك ولعل ابرزها هو تحولها لقناة تجارية واعلانية بحتة تقدم مواداً لمن يدفع وتفصل البرامج حسب المتطلبات التجاريه،وذلك بالاضافه الى وجود تشابة فى افكار البرامج والسهرات وشكل التقديم والاعداد والانتاج والاخراج والديكور ونوعية الضيوف وغيرها من السلبيات التى ما كنا لنراها ما لم تكن سياسة الترضيات والمجاملات والمحاباة والتى ينكرها مدير البرامج الاستاذ الشفيع عبدالعزيز حاضره واوصلت القناه الى هذا التراجع الذى اتفق عليه الكثيرون فى الأونه الاخيره خصوصاً واننا نشاهد استسهالاً فى انتاج البرامج صار اكبر من الحرص على متعة المشاهدين وتقديم اعلام هادف يخدم المجتمع ولا يعمل على تراجعه بقصد او بدون قصد. -ان قناة النيل الازرق والتى نحترم ادارتها ونقدر من يقودونها تعانى من مشكلات واضحة على صعيد البرامج ومن الطبيعى ان تقع مسؤولية هذه المشكلات على عاتق ادارة البرامج فى القناه والتى نراها غير متفرغة تماماً لعملها باعتبار ان استاذ الشفيع الذى يدير البرامج يعمل فى موقعين مختلفين احدهما هو قناة النيل الازرق والاَخر هو اذاعة البيت السودانى وهو وضع ربما يجعلنا نجد العذر له فى انشغاله ولكنه لن يكون مبرراً لنا باى حال من الاحوال لمغالطة الحقائق ونحن نرى القناه تتراجع فى مستوى برامجها ونسبة مشاهدتها وشكلها العام لدرجة جلوس برنامج موسمى يقدم فى شهر واحد فى السنه وهو رمضان المعظم على عرش افضل برامج القناة رغم ان القناة تقدم برامج طوال شهور السنة ومع ذلك لا تجد هذه البرامج ولو جزءاً من ذات الاقبال من المشاهدين والاهتمام والمتابعه التى يجدها برنامج (اغانى واغانى) وهو مما يعنى ببساطة ان هنالك مشكلة فى الخارطة البرامجية للقناة ونوعية البرامج وشكلها ومضمونها لا يراها الا من يغالط الواقع او يكابر لحماية اخفاق واضح او يتستر على محاباة وترضيات يدفع ثمنها جمهور القناة من المشاهدين الكرام. -الاوضاع البرامجية فى الشاشة الزرقاء تحتاج الى تغيير شامل مع كامل تفهمنا لضرورة البحث عن موارد تدر ارباحاً للقناه وقد كنا نعتقد بان ادارة البرامج تعى حرصنا على تميز قناة نحبها ونعتبرها ملكاً لكل اهل السودان ولكن بما ان العقليات الادارية فى اعلامنا السودانى تتشابة فاننا سنضطر الى مواصلة فتح كل الملفات المغلقه فيها حرصاً على مصلحة الجميع ونشهد الله على ذلك. -الاسبوع القادم نكتب عن برنامج (اغانى واغانى) وحكاية تضارب المصالح وعن روايات تدريب المذيعين والمذيعات وعن (التكليف) الذى صار واقعاً منذ عدة سنوات وعن سياسات ابعاد اصحاب الشخصيات القوية وسنكتب ونكتب ان مد الله فى الاَجال عسى ينصلح الحال.. تحياتى