سقوط نظام سياسي في ظروف معينة يؤدي إلى سقوط النظام المجاور وربما سقوط أنظمة. وبالفعل تساقطت الأنظمة العربية من بن علي حتى عبد الله صالح ولكن جاءت عند السودان وقصرت. ولعل السبب الذي أدى الى تفنيد النظرية السياسية معلوم لدينا نحن الشعب السودانيين. ولكن من باب التذكير أقول إن الشعب رفض المعارضة الداخلية الحزبية والتي تعتبر هي السبب الرئيسي للمآلات التي آلت اليها البلاد، وكذلك الحركات المسلحة التي دفعت بشعارات جهوية وبعضها عنصري، مما أدى إلى إنعدام ثقة المواطن وكلتا المعارضتين. فلذلك الشعب أراد إرجاء حكومة الانقاذ حتى تنفيذ المفاهيم السائدة. ولا أنكر أن المنظمات المدنية والحكومية على السواء لا تدرك هذا المعنى لأن المنظمات الحكومية بوعي او دونه ظلت تضغط على المواطن مما سبب اختلالاً في التوازنات لدى المواطنين أو بعضهم حتى أصبح يرى في الموت شافياً. أما المنظمات المدنية إشتغلت بجمع الأموال وأصبحت مجرد منظمات إرتزاقية ولم تعمل على جمع شمل المواطنين، وتوحيد الهدف، مما جعل التقاء الأهداف شيئاً مستحيلاً. أما ملتقى كمبالا لا يعدو أن يكون غير عبوة تنتظر نزع فتيلها ذلك أنه جمع بين المتناقضات التي لا يُرجى منها تآلف بل انشطارها مضمون ومؤكد. وقد أجرت صحيفة (آخر لحظة) لقاء مع الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد بهذا الصدد بتاريخ الأربعاء 23 يناير 2013.. وهذه النقاط الهامة التي وردت في المقابلة: السؤال نبدأ بآخر وأسخن القضايا. ü دكتور علي الحاج رؤيتك لوثيقة الفجر الجديد ونقاط الخلاف حولها من المعارضة والجبهة الثورية والجدل الذي أثير حولها و مواقف المعارضة التصحيحية؟ - يجب النظر للإيجابي في الملتقى، ولا وقت للأشياء السالبة. ولا أستطيع إيراد كل قول علي الحاج ولكن يجب الرد عليها دون إيراد النص وأقول سيدي كنت طبيباً تخطيء فتقتل شخصاً واحداً ولكن الآن أصبحت سياسياً تريد أن تخطيء لتقتل الناس جميعاً، سيدي الحركات المسلحة نفسها مختلفة فيما بينها ، بل كانت كياناً واحداً فانشطرت إلى مئات وبينها ثارات دامية وأحقاد لا يمكن أن تزول،. سيدي الذي أجرى معك الحوار كان مهذباً جداً فلذلك لم يسألك عن كيفية الإطاحة بالحكومة.. ولم يسألك عن كيفية القاء السلاح!! ومتى وكيف وأين السلطة ذات القوة التي تتحكم في المتمردين.!؟ سيدي أرى أن ملتقاكم أجراه رجل رشيد لا يريد غير تدمير السودان بالكامل، هل يستطيع أحد أن يصدق ان المتمردين لن يعبروا كل هذه المسافات دون أن ينهبوا ويقتلوا تقتيلاً ويغتصبوا ويدمروا تدميراً. وعندما يدخلون الخرطوم لا قدر الله سوف تكون المجازر البشرية التي لم يشهدها التاريخ الحديث ولن يشهدها. وبعد ذلك المعارضة السياسية الداخلية لا يسعها إلا الركوض مع الراكضين بعد سقوط الحكومة وانشطار الحركات المسلحة وانقسام الحركة الواحدة على نفسها لعدة أقسام كل يعمل على شاكلته الدَّامية والشريرة. ان المعارضة السياسية شأنها شأن من جلس الى طاولة الميسر دون فلوس يرجو (البرتيتة) لقاء خدمات يقدمها لهم.ومما لا شك فيه- من يسلك مثل هذا السلوك الدنيء ليس لديه وازعاً دينياً ولا انساني، وهذا يتنافى مع العقلية السياسية تماماً ،فالعقلية السياسية تعمل لخير الآخرين ولرفعة الوطن، ومجد الأمة لا دمارها وتدميرها. سيدي الحاج بالأمس آلت الأمور برمتها لحزبك، ووقف الناس والمعارضة بعيداً عنك، فأخرجت للناس ما عندك حتى عَمِقت أفكارك وأوهامك فما إزدادت البلاد إلا وهماً واليوم تُرِيد وحزبك أن تساعد على توسيع الهوة التي لا تملك لها صرفاً ولا عدلاً لا أراك إلا تريد خراباً. وأن رهبة المؤتمر الوطني كبيرة في نفسك فلذا أردت ان تكسر «الزير» وتقطع رأس البعير، إذن التقسيم خير مما تدعونا إليه. فالإيجاب الذي نريده هو أن تجلس مع الحكومة والشعب لكي تتوصل الأطراف المعنية الى كيفية انتخابات نزيهة تعطي كل مشارك حقه وأن تتخلى وحزبك عن شعار شمسون !!! فالجماهير ليست أعداء لأحد، وإنما فقط تريد مصالحها ومصلحة وطنها. مازال الغرور الشيطاني الذي يعتري حزبك يفعل فعله فيكم.. بعد أن أثبتت التجربة العملية أن حزبك لا يقدر على شيء. وتقول سيدي أن الحكومة مفزوعة.. من ماذا؟ سيدي أن الحكومة لديها عمق دفاعي لا يمكن الوصول إليه ناهيك عن كسره وافيدك ان الحكومة لقد فرغت من دراسة مؤامرة كمبالا على المستويين الداخلي والخارجي. نحن كجماهير ماذا يهمنا لو أن الحكومة أدت إلتزاماتها نحو مواطنيها؟ ماذا تريد منها سوى التخلي عن الموالاة؟ والتمكين؟و الضرب على ايدي المفسدين وهذه الرؤية الأخيرة لم تكن محض إفتراء بل كانت حقيقة قبل رفع الدَّعم عن المحروقات.. كنا نتمنى للبشير دورة إنتخابية ناجحة، ورفع الدعم عن المحروقات لولا المعوقات الداخلية والخارجية والمتمثلة في المعارضة الإسلامية والحركات المسلحة لكان شبيهاً (لصَّاق الفار) تلك التي لا فكاك منها. وأرى أن الحكومة متى تيسر لها سد عجزها المالي عليها أن تعيد أسعار المحروقات على ما كانت عليه. (بذا تصبح كمبالا مجرد ناموسة في أضان فيل).