جاءتني رسالة مؤثرة من القارئة الام «قدرية معوض».. تبعث فيها بكلمات «رثاء» لاختها «رجاء» التي فقدتها كل الاسرة في الايام الماضية قالت في رسالتها.. الابنة الغالية والصديقة الوفية «زينب السعيد».. التي يندر مثالها في هذا الزمن الجائر، نصيرة المحزونين والمساكين وتعاطفك مع الجميع.. متعك الله بالصحة والعافية، لي رجاء خاص ان تنشري لي هذا الرثاء في عيد الام، عله يعانق روح «اختي رجاء» الام الرؤم التي فقدناها حين غفلة.. وها أنا انشر كلماتها الباكية.. آه يا شقيقة روحي وتوأم عمري.. ورفيقة دربي ونبض قلبي.. ونور عيني.. اه من هذا اليوم بعد ظلم القدر، وغدر الزمن.. وحدث الفرح وحزن السنين، ولوعة الفراق.. والالام والجراح.. اه من فداحة المصاب! اين الحب؟.. اين العطف.. اين يا أيتها الشجرة الكبيرة التي تساقطت اوراقها وانكسر جذعها.. وانطمر ظلها الظليل، صاحبة القلب الكبير والوجه المنير والثغر الجميل اي عيد يأتي بعد اليوم، والحزن يملأ الوجود وهداياكي المبعثرة.. ومسبحتك وقرأنك، وثوبك الجميل الطاهر النظيف. حقاً كنتي يا رجاء ام الجميع.. والموت نقاد يختار الجياد فنعم من اختار واطهر من اخذ وليس لنا الا الرضا بقضاء الله وقدره وانا لله وانا اليه راجعون.. اختك المكلومة قدرية معوض انتهت رسالة الوالدة العزيزة قدرية ولم تنتهي قيم الوفاء.. ولا ماتت الذكرى.. ولا نسينا الاعزاء.. الاعياد للاحتفاء والفرح ومناسبة لنقول للذين نحبهم نحن نحبكم.. ونقدر وجودكم في حياتنا لانكم تمنحونا السعادة والفرح.. ولكن حين يأتي العيد.. دون الاحباب يكن الطعم «مغاير» لا اجراس تدق.. ولا شموع تضاء وحدها الذكريات باريجها وعطرها.. وحلو الايام المتساقطات من دفتر الذاكرة.. تزيدني تبريح.. امي في عيدك الميمون اسكب العبرات.. واكثر من الدعوات.. لك ولكل الامهات اللائي انتقلن بكل طهرهن ومحبتهم الى علياء السموات! زاوية اخيرة: والايام تمضي لا تكترث لفقد او دمعة ولا لقلب يعتصر الاهة.. والارواح الخالدة لكل ام باقية في الوجدان لا تكترث ايضاً للموت لانها لا تموت!