والآن يا أحبة.. وفي خاطري بل الذي يتمدد في كل مساماتي ومساحاتي الرقيق الصديق الراحل الباقي عمر الدوش.. وتحضرني بل تدهمني في رقة نسيم السحر.. مناجاته تلك الرائعة.. وكلماته الفراشات المعربدة.. أمتع نفسي بالدهشة.. اذ دعوني أمتعكم بالدهشة.. رغم ان الأحبة في الانقاذ وتحديداً في المؤتمر الوطني.. جعلونا لا نندهش.. بل جعلوا الدهشة ذاتها لا تندهش من الدهشة ولكن ولأنهم «مرات.. مرات» كرماء حد الطائية.. ها هم بل ها هو أحد أركانهم يمتعني بالدهشة.. ولأني لست بخيلاً ولا انانياً.. ولأنني أحب الخير لغيري كما أحبه لنفسي.. ولأنني أحب احبتي حد الوله الذي يصل إلى حواف الجنون لأنني كذلك دعوني أمتعكم بالدهشة.. والدهشة أحبتي هي كلمات أطلقها مولانا إمام وخطيب مسجد الشهيد.. والذي هو مسجد يعمره «الناس الفوق» مولانا وشيخنا عبد الجليل النذير الكاروري.. فإلى «الدهشة».. «كشف فضيلة الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري عن تفسيرهم لحادثة الاعتداء بالسلاح الأبيض على أحد أفراد التأمين بالقصر الجمهوري أمس الأول وقال إنه من وجهة نظر أمنية فإن الاعتداء يحمل رسالة سالبة إلى الرئيس المصري د. محمد مرسي الذي سيزور البلاد مطلع ابريل القادم مفادها إن القصر الرئاسي في السودان غير آمن ولم يستبعد الكاروري أن تكون هناك جهات اجنبية أو أيدي خفية وراء هذا الاعتداء الذي يريد ايصال رسالة كاذبة وزائفة وسالبة عن الاوضاع الأمنية في مقر أعلى سلطة حاكمة بالبلاد واستبعد في ذات الوقت أن يؤثر هذا الاعتداء على زيارة الرئيس المصري للسودان.. لأنه- وعلى حد قوله- لم تؤثر فيه «موقعة الجمل» ولذلك لن تؤثر فيه هجمة السيف رغم تقليدية الحادثتين» انتهى.. أها يا أحبة «اتفرجتوا». «وأها» يا احباب.. اندهشتوا.. ألا تروني كريماً.. وأنيقاً.. ومحباً.. وأنا أهبكم ابتسامة صافية بعرض وطن.. بطول صبر.. بعمق مشاعر.. ألم «أفك» تلك التكشيرة.. وأطرح تلك الجباه المصرورة.. من أشعة شمس تذيب الأسفلت.. ومن رهق حياة.. أخف منها وطأة.. أتون مشتعل بالجحيم تتغلبون فيه وأتقلب أنا فيه وكأننا.. وكأنكم.. وكأني.. قد تسلمنا كتابنا بشمالنا وها نحن نعوم في بحور عرقنا.. ونشرب من الزقوم.. ونأكل في بطوننا ناراً وسعيراً.. صحيح انها دهشة وابتسامة لن تدوم طويلاً ولكن شيء أفضل من لا شيء.. والآن يا مولانا الكاروي.. نقول.. شكراً على منحنا هذه الدهشة.. لأن كلماتك هذه لو صرح بها من ينوب عن القصر ودعه يكون وزير شؤون القصر لما اندهشنا.. ولو صرح بها الفريق أول الركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع لما اندهشنا.. ولو صرح بها السيد إبراهيم محمود وزير الداخلية لما اندهشنا ولو صرح بها الأستاذ كرتي وزير الخارجية لما اندهشنا ولا فرحنا.. ولو صرح بها الفريق محمد عطا المولى مدير المخابرات لما اندهشنا.. ولو حتى صرح بها الأستاذ «مروح» لما اندهشنا.. ولا فرحنا.. ونسألك يا شيخنا ماذا تركت لهؤلاء؟؟.. ونقر ونعترف بأنك خطيب مفوه.. وعالم جليل في حياض ومعارف الدين.. وإمام موقر وخطيب «جمعة» بارع.. ولكن ألا ترى سيدي إنك قد تقافزت في دوائر ومربعات هي من شأن غيرك.. والا ترى إنك قد اجتزت خطوطاً واسلاكاً.. وباحات هي لغيرك تماماً.. ثم ما شأنك أنت والأمناء في دوائر الأمن وسواتر الجيوش.. ودوائر الشرطة.. أم تريد منا سيدي أن نصدق شاعرنا ذاك الذي قال قبل أكثر من خمسين سنة.. كل في السودان يحتل غير مكانه.. مولانا.. كنا وقبل أيام أو اسابيع.. نصطف خلفك بقوة.. في موقف لك نراه ضاجاً بالبسالة والادراك وسعة الأفق.. والافتاء الراشد في الدين وتلك قصة أخرى نحدثك عنها بكرة.