خلال تفرغ لجنة الصياغة في ورشة عمل تطوير الخطة الوطنية الخاصة بإعلام المخاطر والكوارث أمس، بقاعة المؤتمرات الكبرى في فندق «هوليداي فيلا» بالخرطوم، لإعداد توصيات الورشة التي إمتدت ليومين (23-24مارس) وتشرفت بأن كنت عضواً من بين أعضائها، وقد أعد لها المجلس القومي للدفاع المدني بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية، أقول إنه خلال تفرغ اللجنة لإعداد التوصيات، كنت أجلس إلى الأخ والصديق والزميل البروفيسور عوض إبراهيم عوض، والدكتور هاشم الوقيع نتجاذب أطراف الحديث حول أمور شتى، بدأت بمناسبة ترشيحي لأستاذ الأجيال معاوية أحمد فضل الله الخبير الإعلامي المعروف والمدير الأسبق للإذاعة السودانية ثم التلفزيون، فوكالة السودان للأنباء ووكيل وزارة الإعلام الأسبق، وقد اتفقنا على أنه الأنسب والأجدر، وتأكد هذا تماماً عندما لم يعترض على الترشيح أحد، مما جعل منسق عام الورشة وممثل وزارة الصحة الدكتور محمد عبد الرحمن يوكل إليه المهمة في حينها، وقد أنجزها على أكمل وجه. وعلى هامش الورشة سألت البروفيسور عوض إبراهيم عوض عن قناة الأمل التلفزيونية، فبشرني بعودتها قريباً بعد أن تم تذليل كل المصاعب التي كانت تعترض البث، وبعد دخول شركاء من أصحاب القدرة المالية الذين يؤمنون بقدرات البروفيسور عوض الإعلامي المطبوع والفنان، صاحب البصمات واللمسات التي لا تخطئها عين في مجال العمل الإذاعي والتلفزيوني. وكنتُ أحسبُ أن العلاقة بين البروفيسور عوض والدكتور هاشم الوقيع، علاقة حديثة لكنني اكتشفت أنها قديمة بدأت منذ بداية الثمانينيات عندما رافق «عوض» الرئيس الراحل جعفر نميري- رحمه الله- في أول رحلة عمل له- لعوض- إلى رومانيا، وقد كان الدكتور «الوقيع» يدرس الطب هناك، وكان خير معين لوفد الإعلاميين، إذ كان أذنه ولسانه في التعامل والتخاطب مع الرومانيين إذ كان يجيد بحكم دراسته هناك اللغة الرومانية إجادة تامة، وكان له موقف مؤثر من خلال ترجمته لمأساة شاب سوداني، كان يدرس في رومانيا آنذاك، اتهمته السلطات بأنه كان وراء قتل أو انتحار صديقته الرومانية، وأطلق سراحه فقط ليكون ضمن مستقبلي رئيس السودان الزائر. استمع الرئيس نميري للقصة التي أبكت الكثيرين، وأجرى اتصالاً هاتفياً مباشراً مع الرئيس «شاوسيسكو» وطلب إليه أن يعفو عن هذا الطالب السوداني، فتكرم الرئيس الروماني بإصدار عفو عام لكل سوداني محتجز أو محكوم في رومانيا. الأمر لم يقتصر على العفو، بل قام الرئيس نميري باصطحاب الطالب المأزوم وآخرين معه على ذات الطائرة الرئاسية إلى الخرطوم حتى لا يتعرضوا لأي مضايقات لاحقة. البروفيسور عوض إبراهيم عوض تعهد باستضافة الدكتور الوقيع وآخرين في برامج تلفزيونية تبثها قناة الأمل، عن تجاربهم خلال دراستهم بالخارج مع عرض العبر والدروس المستفادة من تلك التجارب. و.. نحن في الانتظار.